الثلاثاء، 3 مارس 2015

جزء ثانى من ص250/نهايته

ص -250-      ومن بني مازن بن النجار، ثم من بني عَوْف بن مَبْذول بن عَمرو بن غنم بن مازن بن النجار: قَيس بن أبي صَعْصعة، واسم أبي صَعْصعة: عمرو بن زيد بن عوف، وعبد الله بن كعب بن عَمرو بن عَوْف وعُصَيْمة، حليف لهم من بني أسد بن خُزَيمة. ثلاثة نفر.
ومن بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن مازن: أبو داود عُمَيْر بن عامر بن مالك بن خَنْساء، وسُراقة بن عمرو بن عَطِية بن خَنْساء. رجلان.
ومن بني ثَعْلَبة بن مازن بن النجار: قَيْس بن مُخَلَّد بن ثعلبة بن صَخْر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة. رجل.
ومن بني دينار بن النجار، ثم من بني مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار: النُّعمان بن عبدِ عمرو بن مسعود، والضحَّاك بن عبد عمرو بن مسعود، وسُلَيم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن حارثة بن دينار، وهو أخو الضحاك، والنعمان ابني عبد عمرو، لأمهما، وجابر بن خالد بن عبد الأشهل بن حارثة، وسعد بن سُهَيْل بن عبد الأشهل. خمسة نفر.
ومن بني قَيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار: كعب بن زيد بن قيس وبُجَيْر بن أبي بُجَيْر، حليف لهم. رجلان.
قال ابن هشام: بُجَير: من عَبْس بن بغيض بن رَيْث بن غَطَفان، ثم من بني جَذيمة بن رَوَاحة.
قال ابن إسحاق: فجميع من شهد بدرًا من الخزرج مئة وسبعون رجلًا.
قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم يذكر في الخزرج ببدر، في بني العَجْلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج: عِتْبان بن مالك بن عَمرو بن العَجْلان، ومُلَيْل بن وَبَرة بن خالد بن العَجْلان، وعِصْمة بن الحُصَيْن بن وَبَرة بن خالد بن العَجْلان.
وفى بني حَبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غَضب بن جُشم بن الخزرج، وهم في بني زُرَيق هلال بن المعَلَّى بن لَوْذان بن حارثة بن عَدِي بن زيد بن ثَعْلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب.
قال ابن إسحاق: فجميع من شهد بدرًا من المسلمين، من المهاجرين والأنصار من شهدها منهم، ومن ضُرب له بسهمه وأجره، ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلًا، من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلًا، ومن الأوس واحد وستون رجلًا، ومن الخزرج مائة وسبعون رجلًا.

ص -251-      من استُشهد من المسلمين يوم بدر:
واستشهد من المسلمين يوم بدر، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قريش، ثم من بني المطلب بن عبد مناف: عُبيدة بن الحارث بن المطلب، قتله عُتبة بن ربيعة، قطع رجله، فمات بالصفراء. رجل.
ومن بني زُهرة بن كلاب: عُمير بن أبي وقاص بن أهَيْب بن عبد مناف بن زُهرة، وهو أخو سعد بن أبي وقاص، فيما قال ابن هشام، وذو الشِّمالين بن عبد عمرو بن نَضْلة، حليف لهم من خزاعة ثم من بني غُبْشان. رجلان.
ومن بني عدي بن كعب بن لُؤَي: عاقل بن البُكَيْر. حليف لهم من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مَناة بن كنانة، ومِهْجَع، مولى عمر بن الخطاب. رجلان.
ومن بني الحارث بن فِهر: صفوان بن بَيْضاء رجل. ستة نفر.
من الأنصار: ومن الأنصار: ثم من بني عمرو بن عوف: سعد بن خَيْثمة، ومُبَشَّر بن عبد المنذر بن زَنبر. رجلان.
ومن بني الحارث بن الخزرج: يزيد بن الحارث، وهو الذي يقال له. ابن فُسْحُمْ. رجل.
ومن بني سَلمة، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة: عُمَيْر بن الحُمام. رجل.
ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشم: رافع بن المعلَّى. رجل.
ومن بني النجار: حارثة بن سراقة بن الحارث. رجل.
ومن بني غَنْم بن مالك بن النجار: عَوْف ومُعَوذ، ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد، وهما ابنا عفراء. رجلان. ثمانية نفر.
من قُتل ببدر من المشركين:
وقتل من المشركين يوم بدر من قُريش، ثم من بني عبد شس بن عبد مناف: حَنْظَلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، قتله زيدُ بن حارثة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابن هشام، ويقال: اشترك فيه حَمزة وعلي وزيد، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: والحارث بن الحَضْرمي، وعامر بن الحَضْرمي حليفان لهم، قتل عامرًا:

ص -252-      عَمَّار بن ياسر، وقتل الحارثَ: النعمانُ بن عصر، حليف للأوس، فيما قال ابن هشام. وعُمَير بن أبي عُمير، وابنه: موليان لهم. قتل عُمير بن أبي عمير: سالمٌ مولى أبي حذيفة، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: وعُبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، قتله الزبيرُ بن العوام، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية، قتله علي بن أبي طالب. وعقبة بن أبي مُعَيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقْلح، أخو بني عمرو بن عوف، صبرًا1.
قال ابن هشام: ويقال: قتله علي بن أبي طالب.
قال ابن إسحاق:.وعتبة بن ربيعة عبد شمس، قتله عُبيدة بن الحارث بن المطلب.
قال ابن هشام: اشترك فيه هو وحمزة وعلىٌّ.
قال ابن إسحاق: وشَيْبة بن ربيعة بن عبد شمس، قتله حمزةُ بن عبد المطلب. والوليد بن عتبة بن ربيعة، قتله علي بن أبي طالب، وعامر بن عبد الله، حليف لهم من بني أنمار بن بَغيض، قتله علي بن أبي طالب: اثنا عشر رجلًا.
ومن بني نوفل بن عبد مناف: الحارث بن عامر بن نَوْفل، قتله -فيما يذكرون- خَبيبُ بنِ أبي إساف، أخو بني الحارث بن الخزرج، وطُعَيْمة بن عدي بن نوْفل، قتله علي بن أبي طالب، ويقال: حمزة بن عبد المطلب. رجلان.
ومن بني أسد بن عبد العُزَّى بن قصي: زَمَعَة بن الأسْوَد بن المطلب بن أسد.
قال ابن هشام: قتله ثابتُ بن الجِذْع، أخو بني حرام، فيما قال ابن هشام.
ويقال: اشترك فيه حمزةُ وعلي بن أبي طالب وثابت.
قال ابن إسحاق: والحارث بن زَمَعة، قتله عمار بن ياسر -فيما قال ابن هشام- وعقيل بن الأسْود بن المطلب، قتله حمزة وعلي، اشتركا فيه -فيما قال ابن هشام- وأبو البَخْتَري، وهو العاص بن هشام بن الحارث بن أسد، قتله المجَذَّر بنِ ذياد البَلَوِي.
قال ابن هشام: أبو البَخْتري: العاص بن هاشم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قتل صبرا: شدت يداه ورجلاه، أو أمسك به أحد ليقتل.

ص -253-      قال ابن إسحاق: ونَوْفَل بن خُوَيلد بن أسد، وهو ابن العَدَوية، عدي بن خُزاعة، وهو الذي قرن أبا بكر الصديق، وطلحةَ بن عُبيد الله حين أسلما في حبل، فكانا يُسميان: القرينين لذلك، وكان من شياطين قريش، قتله علي بن أبي طالب. خمسة نفر.
ومن بني عبد الدار بن قُصَي: النضرُ بن الحارث بن كَلَدة بن عَلْقمة بن عبد مناف بن عبد الدار، قتله علي بن أبي طالب صبرًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، فيما يذكرون.
قال ابن هشام: بالأثيل1. قال ابن هشام: ويقال: النضر بن الحارث بن عَلْقمة بن كَلَدَة بن عبد مناف.، قال ابن إسحاق: وزيد بن مُلَيص مولى عُمَير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. رجلان.
قال ابن هشام: قتل زيدَ بن مُلَيْص بلالُ بنُ رَباح، مولى أبي بكر، وزيد حليف لبني عبد الدار، من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويقال: قتله المِقْداد بن عمرو.
قال ابن إسحاق: ومن بني تَيْم بن مرة: عُمَير بن عثمان بن عَمرو بن كعب بن سعد بن تَيْم.
قال ابن هشام: قتله عليُّ بن أبي طالب. ويقال: عبدُ الرحمن بن عوف.
قال ابن إسحاق: وعثمان بن مالك بن عُبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب، قتله صُهَيْب بن سِنان: رجلان.
ومن بني مخزوم بن يَقَظة بن مُرَّة: أبو جهل بن هشام -واسمه عَمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عَمرو بن مخزوم- ضربه مُعاذ بن عمرو بن الجَموح، فقطع رجله، وضرب ابنه عِكْرمة يد معاذ فطرحها، ثم ضربه مُعَوّذ بن عفراء حتى أثبته2، ثم تركه وبه رَمَق. ثم ذَفَّفَ عليه3 عبدُ الله بن مسعود، واحتز رأسَه، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس في القتلى، والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، قتله عمر بن الخطاب، ويزيد بن عبد الله، حليف لهم من بني تميم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأثيل: موضع قريب من المدينة.
2 أثبته: جرحه جراحة بالغة لا يقوم معها.
3 ذفف عليه: أسرع قتله.

ص -254-      قال ابن هشام: ثم أحد بني عَمْرو بن تميم، وكان شُجاعًا، قتله عمَّار بن ياسر.
قال ابن إسحاق: وأبو مسافع الأشعري، حليف لهم، قتله أبو دُجانة الساعدي -فيما قال ابن هشام- وحَرْملة بن عمرو، حليف لهم.
قال ابن هشام: قتله خارجة بن زَيْد بن أبي زهير، أخو بَلْحارث بن الخزرج، ويقال: بل علي بن أبي طالب -فيما قال ابن هشام- وحرملة، من الأسد.
قال ابن إسحاق: ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة، قتله علي بن أبي طالب -فيما قال ابن هشام- وأبو قَيْس بن الوليد بن المغيرة.
قال ابن هشام: قتله حمزة بن عبد المطلب.
قال ابن إسحاق: وأبو قَيْس بن الفاكه بن المُغيرة، قتله علي بن أبي طالب، ويقال: قتله عمار بن ياسر، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: ورِفاعة بن أبي رِفاعة بن عابد بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، قتله سعد بن الربيع، أخو بَلْحارث بن الخزرج، فيما قال ابن هشام: والمنذِر بن أبي رفاعة بن عابد قتله مَعْن بن عدي بن الجَدّ بن العَجْلان حليف بني عُبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فيما قال ابن هشام، وعبد الله بن المنذِر ابن أبي رفاعة بن عابد، قتله علي بن أبي طالب، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: والسائب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
قال ابن هشام: السائب بن أبي السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الشريكُ السائبُ لا يُشاري ولا يُماري" وكان أسلم فحسن إسلامه -فيما بلغنا- والله أعلم.
وذكر ابنُ شهاب الزهري عن عبيد الله بن عُتبة، عن ابن عباس: أن السائب بن أبي السائب بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش، وأعطاه يوم الجِعِرَّانة من غنائم حُنين.
قال ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق: أن الذي قتله الزبير بن العوام.

ص -255-      قال ابن إسحاق: والأسود بن عبد الأسَد بن هلال بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، قتله حمزة بن عبد المطلب، وحاجب بن السائب بن عُوَيْمر بن عمر بن عائذ بن عبد بن عمران بن مَخْزوم -قال ابن هشام: ويقال: عائذ: ابن عمران بن مخزوم، ويقال: حاجز بن السائب- والذي قتل حاجبَ بن السائب: عَلي بن أبي طالب.
قال ابن إسحاق: وعُوَيْمر بن السائب بن عُوَيْمر، قتله النعمان بن مالك القَوْقَلي مبارزةً، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: وعَمْرو بن سُفيان، وجابر بن سُفيان، حليفان لهم من طيئ، قتل عَمرًا يزيدُ بن رُقَيش، وقتل جابرًا: أبو بُرْدَة بن نَيَّار فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: سبعة عشر رجلًا.
ومن بني سَهْم بن عمرو بن هُصَيْص بن كعب بن لؤي: مُنَبِّه بن الحجاج بن عامر بن حُذيفة بن سعد بن سهم، قتله أبو اليَسَر، أخو بني سَلِمة، وابنه العاص بن مُنَبِّه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب، فيما قال ابن هشام. ونبَيْه بن الحجاج بن عامر قتله حمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص اشتركا فيه، فيما قال ابن هشام، وأبو العاص بن قَيْس بن عَدِي بن سعد بن سهم.
قال ابن إسحاق: وعاصم بن عَوْف بن ضُبَيْرة بن سعيد بن سَهْم، قتله أبو اليَسَر، أخو بني سلمة، فيما قال ابن هشام: خمسة نفر.
ومن بني جُمح بن عمرو بن هُصَيْص بن كعب بن لؤي: أمية بن خلف بن وهب بن جُمَح، قتله رجل من الأنصار من بني مازن.
قال ابن هشام: بل قتله مُعاذ بن عفراء وخارجة بن زيد وخَبيب بن إساف، اشتركوا في قتله.
قال ابن إسحاق: وابنه علي بن أمية بن خَلف، قتله عَمَّار بن ياسر، وأوْس بن مِعْير بن لوذان بن سعد بن جُمَح، قتله علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام، ويقال: قتله الحُصَيْن بن الحارث بن المطلب وعثمان بن مَظْعون، اشتركا فيه، فيما قال ابن هشام. قال ابن إسحاق: ثلاثة نفر.
ومن بني عامر بن لؤي: معاوية بن عامر،.حَليف لهم من عبد القَيْس، قتله علي بن أبي طالب ويقال: قتله عُكَّاشة بن مِحْصَن، فيما قال ابن هشام.

ص -256-      قال ابن إسحاق: ومَعْبد بن وهب، حليف لهم من بني كَلْب بن عوف بن كعب بن عامر بن لَيْث، قتل معبدًا خالد وإياس ابنا البُكَير، ويقال: أبو دُجانة، فيما قال ابن هشام. رجلان.
قال ابن هشام: فجميع من أحصى لنا من قَتْلى قريش يوم بدر. خمسون رجلًا.
قال ابن هشام: حدثني أبو عُبيدة، عن أبي عمرو: أن قتلى بدر من المشركين كانوا سبعين رجلًا، والأسرى كذلك، وهو قول ابن عباس، وسعيد بن المسيَّب، وفى كتاب الله تبارك وتعالى
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران: 165] بقوله لأصحاب أحد -وكان من استشهد منهم سبعين رجلًا- يقول: قد أصبتم يوم بدر مثلَيْ من استُشهد منكم يوم أحد، سبعين قتيلًا وسبعين أسيرًا. وأنشدني أبو زيد الأنصاري لكعب بن مالك:
فأقام بالعَطَنِ المعَطَّن منهم                    سبعون: عُتبة منهم والأسْوَدُ
قال ابن هشام: يعني قتلى بدر. وهذا البيت في قصيدة له في حديث يوم أحد، سأذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها.
قال ابن هشام: وممن لم يذكر ابنُ إسحاق من هؤلاء السبعين القتلى.
من بني عبد شمس بن عبد مناف: وهب بن الحارث، من بني أنْمار بن بَغيض، حليف لهم وعامر بن زيد، حليف لهم من اليمن رجلان.
ومن بني أسد بن عبد العُزَّى: عقبة بن زيد، حليف لهم من اليمن، وعُمير مولى لهم. رجلان.
ومن بني عبد الدار بن قصي: نُبَيْه بن زيد بن مُلَيْص، وعُبَيد بن سَليط، حليف لهم من قيس. رجلان.
ومن بني تيم بن مرة: مالك بن عبيد الله بن عثمان، وهو أخو طلحة بن عبيد الله بن عثمان أسر فمات في الأسَارى، فعُد في القتلى، ويقال: وعمرو بن عبد الله بن جدعان. رجلان.
ومن بني مخزوم بن يقظة: حُذَيفة بن أبي حُذَيفة بن المغيرة، قتله سعد بن أبي وقاص وهشام بن أبي حذيفة بن المغيرة، قتله صُهَيْب بن سنان، وزهير بن أبي رفاعة، قتله أبو أسَيْد مالك بن ربيعة، والسائب بن أبي رفاعة. قتله عبد الرحمن بن عوف، وعائذ بن السائب بن عويمر، أسر ثم افتُدي فمات في الطريق من جِراحةٍ جرحه إياها حمزةُ بن عبد المطلب، وعُمَيْر حليف لهم من طيئ، وخيار، حليف لهم من القارة، سبعة نفر.
ومن بني جُمح بن عمرو: سَبْرة بن مالك، حليف لهم. رجل.
ومن بني سهم بن عمرو: الحارث بن مُنَبِّه بن الحجاج، قتله صُهَيْب بن سنان، وعامر بن عوف بن ضُبيرة أخو عاصم بن ضبيرة، قتله عبد الله بن صلمة العجلاني، ويقال: أبو دُجانة، رجلان.

ص -257-      ذكر أسرى قريش يوم بدر:
قال ابن إسحاق: وأسر من المشركين من قريش يوم بدر، من بني هاشم بن عبد مناف: عقيل بن أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم، ونوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب بن هاشم.
ومن بني المطَّلب بن عبد مناف: السائب بن عُبَيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطَّلب ونُعمان بن عمَرو بن عَلْقمة بن المطلب. رجلان.
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف: عمرو بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس والحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. ويقال: ابن أبي وَحرة، فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: وأبو العاص بن الربيع بن عبد العُزَّى بن عبد شمس، وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس.
ومن حلفائهم: أبو رِيشَة بن أبي عمرو وعمرو بن الأزْرق وعُقبة بن عبد الحارث بن الحَضْرَمي، سبعة نفر.
ومن بني نوفل بن عبد مناف: عدي بن الخِيار بن عدي بن نوفل وعثمان بن عبد شمس ابن أخي غَزْوان بن جابر، حليف لهم من بني مازن بن منصور وأبو ثَوْر، حليف لهم. ثلاثة نفر.
ومن بني عبد الدار بن قصي: أبو عَزيز بن عُمَيْر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، والأسود بن عامر، حليف لهم. ويقولون: نحن بنو الأسود بن عامر بن عمرو بن الحارث بن السباق. رجلان.
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي: السائب بن أبي حُبَيْش بن المطلب بن أسد، والحُوَيْرث بن عباد بن عثمان بن أسد.
قال ابن هشام: هو الحارث بن عائذ بن عُثمان بن أسد.
قال ابن إسحاق: وسالم بن شَمَّاخ، حليف لهم: ثلاثة نفر.
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة: خالد بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، وأمية بن أبي حذَيفة بن المغيرة، والوليد بن الوليد بن المغيرة، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله؛ وأبو المنذر

ص -258-      بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأبو عطاء عبد الله بن أبي السائب بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والمطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، وخالد بن الأعلم، حليف لهم، وهو كان -فيما يذكرون- أول من ولى فارا منهزما، وهو الذي يقول:
ولسنا على الأدبارِ تَدْمى كلومُنا                ولكن على أقدامِنا يَقْطُرُ الدمُ1
تسعة نفر.
قال ابن هشام: ويروى: "لسنا على الأعقاب".
وخالد بن الأعلم، من خزاعة؛ ويقال: عُقيلي.
قال ابن إسحاق: ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب: أبو وَداعة بن ضُبَيرة بن سعيد بن سعد بن سَهْم، كان أوِل أسير أفتدي من أسرى بدر افتداه ابنه المطلب بن أبي وَداعة؛ وفرْوة بن قيْس بن عدي بن حُذافة بن سعد بن سهم، حنظلة بن قبيصة بن حذافة بن سعد بن سهم، والحجاج بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. أربعة نفر.
ومن بني جُمَح بن عمرو بن هصيص بن كعب: عبد الله بن أبي بن خلف بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، وأبو عَزَّة عمرو بن عبد بن عثمان بن وُهَيب بن حذافة بن جُمَح، والفاكه، مولى أمية بن خلف، ادعاه بعد ذلك رَباح بن المغترف، وهو يزعم أنه من بني شَمَّاخ بن مُحارِب بنِ فهر -ويقال: إن الفاكه: ابن جرول بن حِذْيم بن عوف بن غضب بن شَماخ بن مُحارب بن فِهر- ووهب بن عمير بن وهب بن خَلف بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، وربيعة بن دَرَّاج بن العَنْبس بن أهْبان بن وهب بن حذافة بن جمح، خمسة نفر.
ومن بني عامر بن لؤي: سُهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر، أسره مالك بن الدُّخْشُم، أخو بني سالم بن عَوْف، وعبد بن زَمَعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر، وعبد الرحمن بن مَشْنوء بن وَقْدان بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن مالك بن حِسْل بن عامر. ثلاثة نفر.
ومن بني الحارث بن فهر: الطُّفَيل بن أبي قنَيْع، وعُتبة بن عمرو بن جَحْدم. رجلان.
قال ابن إسحاق: فجميع من حفظ لنا من الأسارى ثلاثة وأربعون رجلا.
قال ابن هشام: وقع من جملة العدد رجل لم نذكر اسمه، وممن لم يذكر ابن إسحاق من الأسارى:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الكلوم: الجراحات.

ص -259-      من بني هاشم بن عبد مناف: عُتبة، حليف لهم من بني فِهر: رجل.
ومن بني المطلب بن عبد مناف: عَقيل بن عمرو، حليف لهم، وأخوه تميم بن عمرو، وابنه. ثلاثة نفر.
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف: خالد بن أسيد بن أبي العِيص، وأبو العَريض يَسار، مولى العاص بن أمية. رجلان.
ومن بني نوفل بن عبد مناف: نَبْهان، مولى لهم. رجل.
ومن بني أسد بن عبد العزي: "عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث. رجل.
ومن بني عبد الدار بن قصي: عَقِيل، حليف لهم من اليمن. رجل.
ومن في تَيْم بن مرة: مُسَافع بن عِياض بن صَخْر بن عامر بن كعب بن سعد بن تَيْم، وجابر بن الزبير، حليف لهم. رجلان.
ومن بني مخزوم بن يقظة: قيس بن السائب. رجل.
ومن بني جُمَح بن عمرو: عمرو بن أبي بن خلف، وأبو رُهْم بن عبد الله، حليف لهم، وحليف لهم ذهب عنى اسمه، وموليان لأمية بن خلف، أحدهما نِسْطاس، وأبو رافع، غلام أمية بن خلف، ستة نفر.
ومن بني سَهْم بن عمرو: أسلم: مولى نُبيه بن الحجاج. رجل.
ومن بني عامر بن لؤي: حبيب بن جابر، والسائب بن مالك رجلان.
ومن بني الحارث بن فهر: شافع وشَفيع، حليفان لهم من أرض اليمن رجلان1.
ما قيل من الشعر في يوم بدر:
قال ابن إسحاق: وكان مما قيل من الشعر فى يوم بدر، وتراد به القوم بينهم لما كان فيه، قول حمزة بن عبد المطلب، يرحمه الله:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع أنساب وأخبار من حضر بدرا وشهداء بدر من المسلمين والقتلى من المشركين وأسرى المشركين في الروض الأنف بتحقيقنا ج3 ص99 وما بعدها.

ص -260-      قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها ونقيضتها:
ألم ترَ أمرًا كان من عَجَبِ الدهرِ                    وللحَيْن أسبابٌ مُبَينة الأمْرِ1
وما ذاك إلا أن قومًا أفادهم                          فخانوا تَواصٍ بالعقوقِ وبالكفرِ2
عشية راحُوا نحوَ بدرٍ بجمعِهم                     فكانوا رهونًا للركيةِ من بَدْرِ3
وكنا طلبنا العيرَ لم نبغِ غيرَها                      فساروا إلينا فالتقينا على قَدْرِ
فلما التقينا لم تكنْ مَثْنَويَّةٌ                         لنا غير طعنٍ بالمثقفة السُّمْر4
وضربٍ ببيضٍ يختلي الهامَ حَدُّها                  مُشهَّرة الألوانِ بيِّنة الأثر5
ونحن تَركنا عُتبةَ الغي ثاويا                         وشَيْبة في القتلى تَجَرْجَمَ في الجَفْرِ6
وعمرو ثَوَى فيمن ثَوَى من حُماتِهم               فشُقَّتْ جيوبُ النائحاتِ على عمرو
جيوبُ نساءٍ من لُؤَيِّ بنَ غالبٍ                    كرامً تفرعْنَ الذوائبَ منْ فِهرِ7
أولئك قومٌ قُتِّلوا فى ضلالِهم                        وخَلَّوا لواءً غيرَ مُحْتَضَرِ النصرِ
لِواءُ ضلالٍ قاد إبليسُ أهلَه                          فخاس بهم، إن الخبيثَ إلى غَدْر8
وقال لهم، إذ عاينَ الأمرَ واضحًا                     بَرِئْتُ إليكم ما بيَ اليومَ من صَبْرِ
فإني أرى ما لا تَرَوْنَ وإنني                          أخاف عقابَ الله والله ذو قَسْرِ9
فقدَّمهم للحَيْن حتى تورطوا                       وكان بما لم يَخْبُر القومُ ذا خُبْرِ
فكانوا غَداةَ البئرِ ألفًا وجمعُنا                       ثلاثُ مئينٍ كالمسَدمة الزُّهْرِ10
وفينا جنودُ الله حين يمدُّنا                           بهم فى مقام ثم مُستوْضَحِ الذكرِ
فشد بهم جبريلُ تحتَ لوائِنا                        لدى مأزقٍ فيه مناياهمُ تجري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الحين: الهلاك.
2 أفادهم: أهلكهم.
3 الركية: البئر ذات الماء.
4 مثنوية: رجوع.
5 يختلي: يقطع. والهام: الرءوس. والأثر: بضمتين أثر الجرح والجمع آثار وأثور وإذا كان بفتح فسكون فهو جوهر السيف.
6 تجرجم: تسقط، والجفر: البئر المتسعة.
7 تفرعن: علون، والذوائب: الأعالي.
8 خاس: غدر.
9 القسر: الغلبة.
10 المسدمة: الفحول من الأبل، والزهر البيض.

ص -261-      فأجابه الحارث بن هشام بن المغيرة، فقال:
ألا يا لقَومي للصبابةِ والهجرِ                                 وللحزنِ مني والحرارةِ في الصدرِ1
وللدمعِ من عينيَّ جَوْدًا كأنه                                فريدُ هَوَى من سِلكِ ناظمةٍ يجري
على البطلِِ الحلوِ الشمائل إذ ثَوى                        رهينَ مقامٍ للرَّكيةِ من بدرِ
فلا تبعُدْن يا عمرُو من ذي قرابةٍ                            ومن ذي نِدَامٍ كان ذا خُلُقٍ غمرِ2
فإن يك قوم صادفوا منكَ دَوْلةً                               فلا بد للأيام من دُوَلِ الدهرِ
فقد كنتَ في صَرْف الزمانِ الذي مضى                   تُريهم هَوانًا مَنك ذا سُبُلٍ وَعْرِ
فإلا أمُتْ يا عمرو أتركْك ثائرًا                                 ولا ابقِ بُقْيا في إخاءٍ ولا صِهْرِ3
وأقطع ظهرًا من رجالٍ بمعشر                               كرامٍ عليهم مثلَ ما قطعوا ظهرِي
أغرَّهم ما جمَّعو من وَشيظةٍ                                ونحنُ الصميمُ في القبائلِ من فِهْرِ4
فيا لَلُؤَي ذَبِّبوا عن حريمِكم                                  وآلهةٍ لا تتركوها لذي الفَخْرِ
توارثها آباؤكم وورثتمُ                                          أواسيها والبيتَ ذا السقفِ والسِّترِ5
فما لحليمٍ قد أراد هلاكَكم                                   فلا تَعْذروه آلَ غالب من عُذْرِ
وجدُّوا لمن عاديتمُ وتوازروا                                   وكونوا جميعًا في التأسِّي وفي الصبرِ
لعلَكم أن تَثأروا بأخيكمُ                                       ولاشيء إن لم تثأروا بذوي عَمْرو
بمطَّرداتٍ فى الأكفِّ كأنها                                    وميضٌ تُطيرُ الهامَ بينة الأثرِ6
كأن مَدبَّ الذرِّ فوقَ متونِها                                   إذا جُرِّدَتْ يومًا لأعدائِها الخُزْرِ7
قال ابن هشام: أبدلنا من هذه القصيدة كلمتين مما روى ابن إسحاق، وهما "الفخر" في آخر البيت، و"فما لحليم" في أول البيت لأنه نال فيهما من النبي صلى الله عليه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الصبابة: رقة الحب أو الحب الشديد.
2 الغمر بسكون الميم: الكريم الواسع الخلق، وهذا المعنى هو الذي يقصده هنا.
3 الثائر: صاحب الثأر.
4 الوشيظة الأتباع الذين ليسوا من القوم.
5 الأواسي: ما تأسس عليها الأبنية.
6 المطردات: المهتزة. أي بسيوف مهتزة.
7 الذر: صغار النمل. والخزر: الناظرون بمؤخرة عيونهم كبرا.

ص -262-      قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب فى يوم بدر:
قال ابن هشام: ولم أر أحدًا من أهل العلم بالشعر يعرفها ولا نقيضتها، وإنما كتبناهما لأنه يقال: إن عمرو بن عبد الله بن جُدْعان قُتل يوم بدر، ولم يذكره ابن إسحاق في القتلى، وذكره في هذا الشعر:
ألم تر أن الله أبلَى رسولَه                           بلاءَ عزيز ذي اقتدارٍ وذي فَضلِ
بما أنزل الكفارَ دارَ مذلةٍ                              فلاقوا هَوانًا من إسارٍ ومن قَتْلِ
فأمسى رسولُ الله قد عَزَّ نصرُهُ                    وكان رسولُ الله أرسل بالعدلِ
فجاء بفرقانٍ من الله مُنْزَلٍ                            مُبينة آياتُهُ لذوِي العقلِ
فآمن أقوامٌ بذاك وأيقنوا                               فأمْسَوْا بحمدِ الله مجتمعي الشملِ
وأنكر أقوام فزاغت قلوبُهم                            فزادهمُ ذو العرشِ خَبْلًا على خَبلِ
وأمكن منهم يومَ بدرٍ رسولَه                        وقومًا غِضابًا فعلهم أحسنُ الفعلِ
بأيديهمُ بيضٌ خِفاف عَصوا بها                       وقد حادثوها بالجلاءِ وبالصَّقْلِ1
فكم تركوا من ناشئ ذي حَمِّيةٍ                    صريعًا ومن ذي نَجْدةٍ منهمُ كَهْلِ
تبيتُ عيونُ النائحاتِ عليهمُ                         تجود بإسْبالِ الرشاش وبالوَبْلِ2
نوائحَ تنعى عُتبةَ الغَي وابنَه                        وشيبةَ تنعاه وتنعى أبا جَهْلِ
وذا الرِّجْل تنعَى وابنُ جُدعان فيهم                مُسَلِّبَةً حَرَّى مُبينةَ الثُّكْلِ3
ثَوَى منهمُ فى بئرِ بدر عصابةٌ                       ذوي نَجَداتٍ في الحروبِ وفي المحْلِ
دعا الغي منهم من دعا فأجابه                     وللغي أسبابٌ مُرَمَّقةُ الوصْلِ4
فأضحوا لدى دارِ الجحيمِ بمعزِلٍ                     عن الشَّغبِ والعدوانِ في أشغلِ الشُّغلِ
فأجابه الحارث بن هشام بن المغيرة، فقال:
عجبتُ لأقوامٍ تغنَّى سفيهُهُم              بأمر سَفاهٍ ذي اعتراض "وذي بُطْلِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 عصوا: ضربوا. وحادثوها: تعهدوها.
2 الإسبال: الإرسال. والرشاش: المطر الضعيف. والوبل: ما كثر من المطر.
3 ذا الرَجْل: هو الأسود الذي قطع حمزة رجله عند الحوض ثم قتله فيها. والمسلبة: التي تلبس السلاب وهي خرقة سوداء تلبسها الثكلى.
4 المرمقة: الضعيفة.

ص -263-                                     تغنى بقتلَى يوم بَدْرٍ تتابعوا     كرام المساعي من غلام ومن كهلِ
مصاليتَ بيضٍ من لُؤَيِّ بن غالب             مطاعينَ في الهيجا مَطاعيم في المَحْل1
أصيبوا كرامًا لم يَبيحوا عشيرةً                بقومٍ سواهم نازِحي الدار والأصْلِ
كما أصبحتْ غسانُ فيكم بطانةً              لكم بدلًا منا فيا لك من فِعْل.
عُقوقًا وإثمًا بَيِّنًا وقطيعةً                        يَرى جورَكم فيها ذوو الرأي والعقلِ
فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم               وخيرُ المنايا ما يكون من القتلِ
فلا تفرحوا أن تَقْتلوهم فقتلُهم               لكم كائنٌ خَبْلًا مُقيما على خَبْلِ
فإنكم لن تَبرحُوا بعدَ قتلِهم                    شتيتًا هَواكم غيرُ مجتمعي الشَّمْلِ
بفقد ابنِ جُدْعان الحميدِ فعالهُ               وعُتبةَ والمدعو فيكم أبا جَهْلِ
وشيْبَة فيهم و الوليد وفيهمُ                   أميةُ مأوَى المعتَرين وذو الرِّجْل
أولئك فابْكِ ثم لا تبكِ غيرَهم                  نوائحُ تدعو بالرَّزِيَّة والثُّكْلِ
وقولوا لأهلِ المكَّتين تحاشدوا                وسيروا إلى آطامِ يثربَ ذي النخلِ2
جميعًا وحامُوا آل كعبٍ وذَبّبوا                  بخالصةِ الألوانِ مُحدَثة الصقْلِ3
وإلا فبيتوا خائفين وأصْبِحوا                    أذلَّ لوطءِ الواطئين من النعْلِ
على أنني واللاتِ يا قومُ فاعلموا            بكم واثقٌ أن لا تُقيموا على تَبْل4
سِوى جمعِكم للسابغاتِ وللقَنا              وللبَيْض والبِيض القواطعِ والنَّبلِ5
وقال ضرار بن الخطاب بن مرداس، أحد بني محارب بن فهر، في يوم بدر:
عجبتُ لفخرِ الأوْسِ والحَيْنُ دائرٌ                 عليهم غدًا والدهرُ فيه بصائرُ
وفخر بني النجار إن كان معشر                 أصيبوا ببدرٍ كلهم ثَمَّ صابرُ
فإن تك قَتْلى غُودِرتْ من رجالِنا                فإنا رجال بعدَهم سنغادرُ
وترْدِي بنا الجُرْدُ العناجيجُ وسطَكم             بني الأوْسِ حتى يَشْفي النَفَس ثائرُ6
ووسْطَ بني النجارِ سوف نَكُرُّها                 لها بالقَنا والدارعين زَوافِرُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المصاليت: الشجعان.
2 المكتبين: يقصد مكة والطائف. والآطام: جمع أطم. الحصن.
3 ذببوا: أمنعوا.
4 التبل: العداوة.
5 السابغات: صفة لموصوف محذوف أي الدروع السابغات.
6 تردى: تسرع. والجرد: الخيل القصيرات الشعر العتاق. والعناجيج: الطوال السراع. والثائر: الطالب ثأره.
ص -264-                                          فنترك صَرْعَى تَعْصِبُ الطيرُ حولَهم    وليس لهم إلا الأمانيَّ ناصرُ1
وَتبْكيهمُ من أهل يثرب نسوة                       لهنَّ بها ليل عن النومِ ساهرُ
وذلك أنا لا تزالُ سيوفُنا                               بهنَّ دَمٌ -ممن يحاربنَ– مَائرُ2
فإن تَظْفَروا في يومِ بدر فإنما                       بأحمدَ أمسى جَدُّكم وهو ظاهرُ
وبالنفرِ الأخيارِ هم أولياؤه                            يحامون في اللأواءِ والموتُ حاضرُ
يُعدُّ أبو بكر وحَمزةُ فيهمُ                              ويُدعى علي وسْطَ من أنت ذاكرُ
ويُدعى أبو حفصٍ وعثمانُ منهمُ                   وسعد إذا ما كان في الحربِ حاضرُ
أولئك لا من نَتَّجتْ فى ديارِها                      بنو الأوسِ والنجار حين تُفاخرُ
ولكنْ أبوهمْ من لُؤيِّ بن غالبٍ                     إذا عُدت الأنسابُ كعب وعامرُ
هم الطاعنون الخيلَ في كلِّ مَعْرَكٍ                غَداةَ الهِياجِ الأطيبون الأكاثرُ
فأجابه كعب بن مالك، أخو بني سَلمة، فقال:
عجبت لأمرِ الله والله قادر                         على ما أراد، ليس للّهِ قاهرُ
قضَى يومَ بدر أن نلاقِيَ مَعشرًا                 بغَوْا وسبيلُ البغي بالناسِ جائرُ
وقد حَشدوا واستنفروا من يليهم               من الناسِ حتى جَمعهم مُتكاثرُ
وسارت إلينا لا تحاولُ غيرَنا                      بأجمعِها كعبٌ جميعًا وعامرُ
وفينا رسولُ الله والأوسُ حولَه                   له مَعْقِل منهم عزيز وناصرُ
وجَمْعُ بني النجارِ تحت لوائهِ                    يُمَثَّوْن في الماذِيِّ والنقعُ ثائر3
فلما لقِيناهم وكل مجاهدٌ                        لأصحابهِ مُستَبسلُ النفسِ صابرُ
شَهِدنا بأن الله لا رَبَّ غيرَه                       وأن رسولَ الله بالحقِّ ظاهرُ
وقد عريت بيضٌ خِفاف كأنها                      مقاييسُ يُزْهِيها لعَيْنيك شاهرُ4
بهن أبدنا جمعَهم فتبدَّدوا                         وكان يُلاقي الحَيْن من هو فاجرُ
فكُبَّ أبو جهلٍ صريعًا لوجههِ                      وعتبةُ قد غادرْنَه وهو عاثرُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تعصب: تجتمع.
2 مائر: سائل.
3 الماذي: الدرع اللينة السهلة.
4 يزهيها: يحركها.
ص -265-                                           وشبيبةُ والتيمىُّ غادرْن فى الوغَى وما منهمُ إلا بذي العرشِ كافرُ
فأمْسَوْا وقودَ النارِ فىِ مستقرِّها                   وكلُّ كفور في جهنمَ صائرُ
تَلَظي عليهم وهْيَ قد شبَّ حَمْيُها                بزُبَرِ الحديدِ والحجارة سجرُ1
وكان رسولُ الله قد قال أقبلوا                        فوَلَّوْا وقالوا: إنما أنت ساحرُ
لأمر أراد الله أن يَهلِكوا به                             وليس لأمر حَمَّه الله زاجرُ2
وقال عبد الله بن الزبعري السهمي يبكي قتلَى بدر:
قال ابن هشام: وتروى للأعْشَى بن زُرارة بن النباش، أحد بني أسَيْد بن عمرو بن تميم، حليف بني نَوْفل بن عبد مناف.
قال ابن إسحاق: حليف بني عبد الدار:
ماذا على بدر وماذا حوله                  من فِتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
تركوا نُبَيْهًا خلفَهم ومُنَبِّهًا                  وابنَي ربيعة خيرَ خَصْمِ فِئام3
والحارثَ الفياضَ يبرُق وجهُهُ               كالبدرِ جَلَّى ليلةَ الإِظلامِ
والعاصي بنَ مُنَبِّه ذا مِرةٍ                   رُمحًا تميمًا غيرَ ذي أوْصامِ4
تَنْمَى به أعراقُهُ وجُدودُه                    ومآثر الأخوالِ والأعمامِ
وإذا بكى باكٍ فأعولَ شَجْوهُ                فعلى الرئيسِ الماجدِ ابن هشامِ5
حَيَّا الإِلهُ أبا الوليدِ ورهطَه                  ربُّ الأنام، وخَصَّهم بسلامِ
فأجابه حسان بن ثابت الأنصاري، فقال:
ابْكِ بكت عيناك ثم تبادرَتْ                       بدَمٍ –تُعَلُّ غُروبُها-سَجَّامِ6
ماذا بكيتَ به الذين تتابعوا                       هَلا ذكرت مكارِمَ الأقوامِ7

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تلظى: تلتهب. وزبر الحديد: قطعه. والساجر: الموقد.
2 حمه: قدره.
3 الفئام: الجماعات.
4 ذو مرة: صاحب قوة. والأوصام: العيوب.
5 الشجون: الحزن.
6 تعل: من العلل وهو الشرب مرة بعد أخرى، والغرب: مجاري الدمع. والسجام: السائل.
7 تتابعوا: ألقوا بأنفسهم في التهلكة.
ص -266-                                        وذكرْتَ منا ماجدًا ذا هِمَّةٍ      سَمْحَ الخلائقِ صادقَ الإقدام
أعني النبيَّ أخا المكارمِ والنَّدَى                 وأبرَّ من يُولي على الإقْسامِ1
فلمثلهِ ولمثلِ ما يدعو له                          كان الممَدَّحَ ثَمَّ غيرَ كَهامِ2
وقال حسان بن ثابت الأنصاري أيضًا:
تَبَلَتْ فؤادَك فى المنامِ خَريدة                تسقي الضَجيعَ ببارِدٍ بسامِ3
كالمِسْكِ تحلطه بماءِ سحابةٍ                 أو عاتقٍ كدم الذبيح مُدَامِ4
نُفُجُ الحقيبةِ بُوصُها متنضدٌ                    بَلهاءُ غيرُ وشَيكةِ الإِقسامِ5
بُنيت على قطنٍ أجَمَّ كأنه                     فُضُلًا إذا قعدتْ مَدَاكُ رُخامِ6
وتكاد تَكسَل أن تجيءَ فِراشَها               في جِسْمِ خَرْعَبةٍ وحُسنِ قَوَامِ7
أما النهارُ فلا أفترُ ذكرَها                        والليل تُوزعني بها أحلامي8
أقسمْت أنساها وأتركُ ذِكرَها                 حتى تُنيَّبَ في الضريحِ عظامي9
يا مَنْ لعاذلةٍ تَلومُ سفاهةً                    ولقد عَصَيْتُ على الهوى لُوَّامِي
بَكرَتْ عليَّ بسُحْرَةٍ بعدَ الكَرَى                وتقارُبٍ من حادثِ الأيام
زَعمتْ بأن المرءَ يكرُبُ عُمْرَه                  عدم لمعتَكِر من الأصْرامِ10

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يولي: يقسم.
2 الكهام: الضعيف.
3 تبلت: أسقت، والجريدة: الحسنة الناعمة.
4 العاتق: الخمر المعتقة.
5 النفج: المرتفعة، الحقيبة: هي ما يجعله الراكب وراءه، استعارها هنا لردف المرأة. والبوصي: الردف. والبلهاء: الغافلة. والإقسام: جمع قسم وهو اليمين.
6 قطنها: وسطها. والأجم، أي: لا عظام فيه. والمداك: الحجر الذي يدق عليه الطيب.
7 الخربعة: حسنة الخلق.
8 توزعني: تغريني.
9 أنساها: أي لا أنساها.
10 المعتكر: الإبل الكثيرة التي يرجع بعضها على بعض. والأصرام: الجماعات من الإبل.
ص -267-                                   إن كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثتَني       فنجوتِ مَنْجى الحارثِ بنِ هشامِ
تَرك الأحبةَ أن يُقاتل دونَهم                  ونجا برأسِ طِمرَّةٍ ولجامِ1
تذر العَناجيج الجيادَ بقفْرةٍ                   مرَّ الدَّموكِ بمُحْصَدٍ ورِجَامِ2
مَلأتْ به الفَرْجَيْن فارمدَّت به                وثَوَى أحبتُه بشرِّ مُقامِ3







وبنو أبيه ورَهطُه في مَعْركٍ
نصر الإلهُ به ذوي الإسلام
طحنتْهُمُ، والله يُنفذ أمرَه
حَربٌ يُشَبُّ سعيرُها بضرامِ
لولا الإلهُ وجَرْيُها لتركْنه
جَزَرَ السباعِ ودُسْنَه بحوامِي
من بينِ مأسور يُشدَّ وَثاقُهُ
صَقْر إذا لاقَى الأسنةَ حَامي
ومجدَّلٍ لا يستجيب لدعوةٍ
حتى تزولَ شوامخُ الأعلامِ
بالعارِ والذلِّ المبينِ إذا رأى
بيضَ السيوفِ تَسوق كلَّ هُمامِ
بِيَدَيْ أغر إذا انتمى لم يُخزِهِ
نسبُ القِصار سَمَيْدَعٍ مِقْدامِ4
بيضٌ إذا لاقت حديدًا صَمَّمت
كالبرقِ تحتَ ظلالِ كلِّ غَمامِ
فأجابه الحارث بن هشام، فيما ذكر ابن هشام، فقال:
الله أعلمُ ما تركتُ قتالَهمٍ
حتى حَبَوْا مُهْري بأشقَرَ مُزْبِدِ5
وعرفت أني إن أقاتلْ واحدا
أقتل ولا يَنْكى عَدوِّيَ مَشْهدِي
فصددْتُ عنهم والأحبة فيهمُ
طَمعًا لهم بعقابِ يومٍ مُفْسِدِ
قال ابن إسحاق: قالها الحارث يعتذر من فراره يوم بدر.
قال ابن هشام: تركنا من قصيدة حسان ثلاثة أبيات من آخرها؛ لأنه أقذع فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الطمرة: الفرس كثيرة الجري.
2 العناجيج: الطوال السراع. والدموك: البكرة بآلتها التي تكون عند رأس البئر، والحصد: الحبل الشديد الفتل؛ والرجام: واحد الرجامين، وهما الخشبتان اللتان تلقى عليهما البكرة.
3 الفرجان: الفراغان اللذان بين يدي الفرس ورجليها. وأرمدت: أسرعت.
4 القصار: من قصر سعيهم عن كسب المحامد، والسميدع: السيد.
5 المزبد: ما قذف بالزبد.

ص -268-      قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت أيضًا:
لقد علمتْ قريش يومَ بدر                    غَداةَ الأسرِ والقَتْلِ الشديدِ
بأنا حينَ تَشْتَجِرُ العوالي                     حُماةُ الحربِ يومَ أبي الوليدِ
قتلْنا ابنَي ربيعةَ يومَ سارَا                   إلينا فى مُضاعفةِ الحديدِ
وفر بها حكيم يومَ جالت                      بنو النجارِ تخطرُ كالأسودِ
وولَّت عند ذاك جموع فِهرٍ                     وأسلمها الحُوَيرثُ من بعيدِ
لقد لاقيتمُ ذلاُّ وقتلا                            جهيزًا نافذًا تحتَ الوريدِ1
وكلُّ القومِ قد وَلَّوْا جميعًا                     ولم يَلْووا على الحسبِ التليدِ
وقال حسان بن ثابت أيضًا:
يا حارِ قد عَوَّلْتَ غير معُوَّلِ                         عند الهياجِ وساعةَ الأحسابِ2
إذ تمتَطى سُرُحَ اليدين نجيبةً                    مَرْطَى الجراءِ طويلةَ الأقرابِ3
والقوم خلفك قد تركتَ قتالَهم                    ترجو النجاةَ وليس حين ذَهاب
ألاَّ عَطفتَ على ابن أمِّك إذ ثوى                 قَعْصَ الأسنةِ ضائعَ الأسلابِ4
عجلَ المليكُ له فأهلك جمعَه                    بشَنارِ مُخزيةٍ وسوءِ عذابِ
قال ابن هشام: تركنا منها بيتًا واحدًا أقذع فيه.
قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت أيضًا.
قال ابن هشام: ويقال: بل قالها عبد الله بن الحارث السهمي:
مُسْتشعِري حَلَقِ المَاذِيِّ يقدُمُهم                جَلْدُ النَّحيزةِ ماضٍ غيرُ رِعديدِ5
أعني رسولَ إله الخلقِ فَضَّله                      على البريةِ بالتقوَى وبالجودِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجهيز: السريع. الوريد: عرق في صفحة العنق.
2 عولت: عزمت.
3 سرح اليدين: سريعتهما. ومرطى الجراء: سريعة الجري. والأقراب: الخواصر.
4 القعص: القتل بسرعة.
5 المستشعر: اللابس الثوب على جسده بلا حاجز. والماذي: الدروع السهلة اللينة. والنحيزة: الطبيعة.

ص -269-                                      وقد زَعمتم بأن تحموا ذمارَكم  وماءُ بدر زعمتم غيرُ مَورودِ
ثم وردْنا ولم نسمع لقولِكم                     حتى شَرِبنا رَواءً غير تَصْريدِ1
مُستعصِمين بحبلٍ غيرِ منجذمِ                 مُستحكَمٍ من حبالِ الله ممدودِ
فينا الرسولُ وفينا الحقُّ نتبعه                  حتى المماتَ ونصر غيرُ محدودِ
وافٍ وماضٍ شهاب يُستضاءُ به                  بدرٌ أنارَ على كلِّ الأماجيدِ
قال ابن هشام: بيته: "مستعصمين بحبل غير منجذم" عن أبي زيد الأنصاري. قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت أيضًا:
خابت بنو أسَدٍ وآب غَزِيُّهمِ                       يومَ القليبِ بَسَوْءةٍ وفُضوحِ
منهمِ أبو العاصي تجدَّل مُقْعَصاَ                 عن ظهرِ صادقةِ النجاءِ سَبُوحِ2
حَيْناَ له من كل مانع بسلاحهِ                   لما ثَوَى بمقامهِ المذبوحِ
والمرءُ زَمْعةُ قد تركْنَ ونَحرُه                      يَدْمَى بعاندِ مُعْبَطٍ مَسفوحِ3
متوسِّدًا حُرَّ الجبينِ مُعَفَّرًا                        قد عُر مارِنُ أنفِهِ بقُبوحِ4
ونجا ابنُ قيسٍ فى بقيةِ رَهْطِه                 بشَفا الرّماق مُوَليًا بجروحِ5
وقال حسان بن ثابت أيضًا:
ألا ليت شِعْري هل أتى أهلَ مكةٍ               إبارتُنا الكفارَ في ساعةِ العُسْر6
قتلنا سَراةَ القومِ عند مجالِنا                     فلم يَرْجعوا إلا بقاصمةِ الظهر7
قتلنا أبا جهلٍ وعُتبةَ قبلَه                          وشَيْبةُ يكْبو لليدَيْن وللنحرِ
قتلنا سُوَيْدًا ثم عُتبةَ بعدَه                        وطُعمة أيضًا عندَ ثائرةِ القَتْر8
فكم قد قتلنا من كريمٍ مُرَزَّءٍ                       له حسبٌ في قومِهِ نابِه الذكرِ
تركناهم للعاوياتِ يَنُبنَهمْ                          ويَصْلَوْنَ نارًا بعدُ حَاميةَ القعر9

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الرواء: التكثر من الماء: التصريد: تقليل الشرب.
2 المقعص: من قتل بسرعة. والسبوح: سريعة الجري كأنها تسبح في الماء لسهولة جريها.
3 العائد: الذي يجري بلا انقطاع. ودم معبط: طري.
4 عر: لطخ.
5 الشفا: الحد.
6 إبارتنا: إهلاكنا.
7 قاصمة الظهر: أي المصيبة التي تقصم الظهور.
8 ثائرة القتر: ما ثار من الغبار.
9 العاويات: الذئاب والسباع ينوبه: يأتيه مرة بعد أخرى.
ص -270-                                     لَعَمْرك ما حامتْ فوارسُ مالكٍ   وأشياعُهم يومَ التقينا على بدرِ
قال ابن هشام: أنشدني أبو زيد الأنصاري بيته:
قتلنا أبا جهلٍ وعُتبةَ قبله                       وشَيْبةُ يكبو لليدين وللنحر
قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت أيضًا:
نجَّى حكيمًا يومَ بدر شَدُّه                    كنجاءِ مُهر من بناتِ الأعْوجِ1
لما رأى بدرًا تسيل جِلاههُ                   بكتيبةٍ خضراءَ من بَلْخَزْرَجِ2
لا يَنكُلون إذا لَقُوا أعداءَهم                   يمشون عائدةَ الطريقِ المنْهَجِ
كم فيهمُ من ماجدٍ ذي مَنْعةٍ                 بطلٍ بمَهلكةِ الجبانِ المُحْرَجِ
ومُسَوَّدٍ يعطي الجزيلَ بكفِّه                  حَمَّالِ أثقالِ الدِّيات مُتَوجِ
زَيْنِ النَّدِيِّ مُعاوِدٍ يومَ الوَغَى                 ضَرْبَ الكُماةِ بكلِّ أبْيَضَ سَلْجَجِ3
قال ابن هشام: قوله سَلْجج، عن غير ابن إسحاق.
قال ابن إسحاق: وقال حسان أيضًا:
فما نخشى بحوْلِ الله قومًا                      وإن كَثروا وأجمعَتِ الزحوفُ
إذا ما ألَّبوا جمعًا علينا                            كفانا حدَّهم رب رءوفُ
سموْنا يومَ بدرٍ بالعوالِي                         سِراعًا ما تُضعْضِعْنا الحتوفُ
فلم ترَ عُصبةً فى الناس أنْكَى                  لمن عادوا إذا لَقِحَتْ كُشوف4
ولكنا توكَّلْنا وقُلنا                                   مآثرُنا ومَعْقِلنا السيوفُ
لقيناهُم بها لما سَمَوْنا                          ونحنُ عصابةٌ وهُمُ ألوفُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأعوج: نوع كريم من الخيل.
2 الجلاه: ما يستقبلك من جنبات الوادي. وخضراء: سوداء من كثرة الحديد الذي عليها.
3 السلجج: الماضي.
4 لقحت: حملت. والكشوف: الناقة التي ضربها الفحل في وقت لا تشتهيه. والمعنى أن الحرب قد هاجت بعد سكون.
ص -271-      وقال حسان بن ثابت أيضًا، يهجو بني جُمَح ومن أصيب منهم:
جمحَت بنو جُمَح لِشقْوةِ جدّهمٍ                   إن الذليلَ مُوَكَّل بذليلِ
قُتلت بنو جُمَحٍ ببدرٍ عَنْوَة                            وتخاذلوا سَعْيًا بكلِّ سبيلِ
جحدُوا الكتابَ وكذبوا بمحمدٍ                        والله يُظهرُ دينَ كلِّ رسولِ
لعن الإلهُ أبا خُزيمةَ وابنَه                             والخالدَيْن، وصاعِدَ بن عقيلِ
قال ابن إسحاق: وقال عبيدة بن الحارث بن المطلب فى يوم بدر، وفى قطع رجله حين أصيب، في مبارزته هو وحمزة وعلي حين بارزوا عدوهم، قال ابن هشام، وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعبيدة:
ستبلُغُ عنا أهلَ مكةَ وقعة                     يَهُبُّ لها من كان عن ذاك نائيَا1
بعُتبةَ إذ ولَّى وشيبةَ بعدَه                      وما كان فيها بِكْرُ عُتبة راضيَا2
فإن تقطعوا رِجلي فإني مُسلم              أرَجِّي بها عيشًا من الله دانيا
مع الحورِ أمثالِ التماثيلِ أُخلصتْ             مع الجنةِ العُليا لمن كان عَاليَا3
وبعْتُ بها عيشًا تعرَّقْتُ صَفْوَه                 وعالجتُهُ حتى فقدْتُ الأدانيَا4
فأَكرمني الرحمنُ من فضلِ مَنِّهِ               بثوبٍ من الإسلامِ غطَّى المسَاوِيَا
وما كان مَكْروهًا إلىَّ قتالُهم                   غداةَ دعا الأكفاءَ من كان داعيَا
ولم يَبْغِ إذ سالوا النبيَّ سواءنا               ثَلاَثتنا حتى حَضَرْنا المناديا
لقِيناهمُ كالأسْدِ تخطرُ بالقَنا                  نُقاتل فى الرحمن من كان عاصيَا
فما بَرِحَتْ أقدامُنا من مقامِنا                  ثَلاثتنا حتى أزيروا المنائيا
قال ابن هشام: لما أصيبت رجل عبيدة قال: أما والله لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لعلم أني أحق منه بما قال حين يقول:
كذبتم وبيتِ الله يُبْزَى محمد                      ولما نُطاعِنْ دونَه ونُناضلِ5
ونُسلمه حتى نُصرَّعَ حولَه                        ونَذْهَلُ عن أبنائِنا والحلائلِ
وهذان البيتان فى قصيدة لأبي طالب، وقد ذكرناها فيما مضى من هذا الكتاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يهب: يستيقظ.
2 بكر عتبة: ابن عتبة البكر.
3 التماثيل: الصور المتقنة الصنع والضمير في أخلصت يعود على الحور العين، والمعنى خص بها.
4 التعرق: المزج.
5 يبزى: أي لا يبزى والمعنى: لا يقهر.

ص -272-      شعر كعب بن مالك في رثاء عبيدة: قال ابن إسحاق: فلما هلك عبيدة بن الحارث من مصاب رجله يوم بدر، قال كعب بن مالك الأنصاري يبكيه:
أيا عَينُ جودي ولا تبخَلي                            بدَمْعِكِ حفا ولا تنْزُرِي
على سيدٍ هَدَّنا هُلكهُ                                كريم المَشاهِدِ والعُنْصرِ
جريء المقدَّم شاكي السلاحِ                      كريم النَّثا طيب المَكسِرِ1
عُبيدة أمسى ولا نرتجيه                             لعُرفٍ عرانا ولا مُنْكرِ
وقد كان يحمي غداةَ القتا                           لِ حاميةَ الجيش بالمِبترِ
وقال كعب بن مالك أيضًا، في يوم بدر:
ألا هل أتى غسانَ فى نأيِ دارِها                 وأخبَرُ شىءٍ بالأمورِ عليمُها
بأن قد رمتنا عن قسي عداوة                     مَعدّ مَعا جُهالُها وحليمُها
لأنا عبدنا الله لم نرْجُ غيرَه                          رجاءَ الجِنانِ إذ أتانا زعيمُها
نبي له في قومهِ إرْثُ عِزة                          وأعراقُ صِدقِ هذَّبتها أرُومُها2
فساروا وسِرْنا فالتقينا كأننا                         أسودُ لِقاء لا يُرجَّى كليمُها3
ضربناهُمُ حتى هوى فى مَكَرِّنا                    لمنْحر سَوْءٍ من لُؤي عظيمُها
فولوا ودسناهم ببيضٍ صوارمٍ                       سواءٌ علينا حِلفُها وصَميمُها4
وقال كعب بن مالك أيضًا:
لعَمْر أبيكما يا بْنَيْ لُؤَيّ                          على زَهْو لديكم وانتِخاءِ5
لَما حامتْ فوارسُكم ببدرٍ                        ولا صَبروا به عندَ اللقاءِ6
وردناه بنورِ الله يجلُو                              دُجَى الظَّلماءِ عنا والغطاءِ
رسولُ الله يَقْدُمنا بأمر                           من أمْرِ الله أحكمَ بالقضاءِ
فما ظفرت فوارسُكم ببدرٍ                       وما رَجعوا إليكمْ بالسَّوَاءِ
فلا تعجلْ أبا سُفيانَ وارقُبْ                      جيادَ الخيل تطلُعُ من كَداءِ7

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النثا: ما يتحدث به عن الشخص من خير أو ضر. وطيب المكسر: خال من العيب.
2 الأورم: الأصول.
3 الكليم: الجريح.
4 حلفها: حليفها، والصميم: الخالص.
5 الانتخاء: الإعجاب.
6 حامت: من الحماية وهي الامتناع.
7 كداء: مكان بمكة.

ص -273-                                       بنصرِ الله روحُ القدْسِ فيها      ومِيكالٌ، فيا طِيبَ المَلاءِ1
وقال طالب بن أبي طالب، يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبكي أصحاب القليب من قريش يوم بدر:
ألا إن عَيْني أنفدَتْ دمعَها سَكْبًا                  تبكى على كعبٍ وما إن ترى كَعْبَا
ألا إن كَعبًا في الحروبِ تخاذلوا                     وأرْداهُمُ ذا الدهرِ واجترحوا ذَنْبَا
وعامر تَبكي للملماتِ غُدوة                        فيا ليت شِعْري هل أرى لهما قُربَا
هما أخوايَ لن يُعَدَّا لِغَيةٍ                            تُعدُّ ولن يُستامَ جارهُما غَصْبَا2
فيا أخوينا عَبدَ شمسٍ ونوفلا                      فِدًا لكما لا تبعثوا بينَنا حَرْبَا
ولا تُصبحوا من بعدِ وُدِّ وألفةٍ                        أحاديثَ فيها كلُّكم يشتكي النكْبَا
ألم تعلموا ما كان في حربِ داحسٍ              وجيش أبي يكسومَ إذ مَلَئوا الشِّعبَا3
فلولا دفاعُ الله لا شيءَ غيرهُ                       لأصبحتمٌ لا تَمنعون لكم سِربَا4
فما إن جَنينا فى قريشٍ عظيمةً                   سوى أن حَمَينا خيرَ من وطِئ التُّربا
أخا ثقةٍ في النائباتِ مُرَزا                           كريمًا نثاه لا بَخيلًا و لا ذَرْبا5
يطيفُ به العافونَ يغشون بابَه                     يَؤُمون بحرًا لا نزورًا ولا صَرْبَا6
فوالله لا تنفكّ نفسي حزينةً                       تَمَلْمَلُ حتى تَصدُقوا الخزرجَ الضربا
وقال ضرار بن الخطاب الفهري، يرثي أبا جهل:
ألا من لِعَيْنٍ باتتِ الليلَ لم تَنَمْ                 تُراقب نَجمًا في سوادٍ من الظُّلَمْ
كأن قذى فيها وليس بها قَذًى                   سوى عَبْرةٍ من جائلِ الدمع تَنْسَجِمْ
فبلِّغ قريشًا أن خيرَ نَديِّها                         وأكرمَ من يمشي بساقٍ على قَدَمْ
ثَوَى يومَ بدرٍ رَهْنَ خَوْصَاءَ رَهنُها                كريمُ المساعي غيرُ وَغْدٍ ولا بَرمْ7
فآليتُ لا تنفَكُّ عيني بعَبْرةٍ                      على هالكٍ بعدَ الرئيسِ أبي الحكمْ
على هالك أشجَى لُؤَيَّ بن غالبٍ             أتته المنايا يومَ بدر فلم يَرِمْ8

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 روح القدس: جبريل. وميكال: هو ميكائيل عليهما السلام. والملاء: أراد الملأ، وهم الأشراف.
2 يقال: هذا الشخص لغية إذا دعي لغير أبيه.
3 انظر حرب داحس فيما سبق من السيرة وهامشها.
4 السرب: النفس.
5 الذرب: الفاسد.
6 الصرب: المنقطع.
7 الخوصاء: البئر الضيقة. والبرم: البخيل.
8 لم يرم: لم يبرح.
ص -274-                                    ترى كسَرَالخَطّيُّ في نحرِ مُهرِهِ  لدى بائنٍ من لحمه بينها خِذَمْ1
وما كان ليثٌ ساكنٌ بطنَ بِيشةٍ              لدى غَلَلٍ يجرى ببطحاء في أجَمْ2
بأجرأ منه حين تختلف القَنا                   وتُدْعَى نَزَالِ في القَماقمةِ البُهمْ3
فلا تجزعوا آلَ المغيرةِ واصبروا                 عليه ومن يجزعْ عليه فلم يُلَم
وجِدُّوا فإن الموتَ مَكرمةٌ لَكم                 وما بعدَه فى آخر العيشِ من ندَمْ
وقد قلتُ إن الريحَ طيبة لكم                   وعِزَّ المقام غير شكّ لذى فَهَمْ
قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار:
قال ابن إسحاق: وقال الحارث بن هشام، يبكي أخاه أبا جهل:
ألا يا لهفَ نفسي بعَد عمرو                   وهل يُغني التلهفُ من قتيلِ
يخبرني المخبِّر أن عَمرًا                        أمام القومِ في جَفْر مُحيلِ4
فَقِدْمًا كنت أحْسب ذاك حقُّا                  وأنتَ لما تَقَدَّم غيرُ فِيلِ5
وكنتُ بنعمةٍ ما دمتَ حيا                       فقد خُلفْتَ في دَرَجِ المسيلِ6
كأني حين أمسى لا أراه                      ضعيفُ العَقْد ذو هَم طويلِ7
على عمرو إذا أمسيتُ يومًا                   وطَرْفٌ من نَذكُّرِه كليل
قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها للحارث بن هشام، وقوله: "فى جفر" عن غير ابن إسحاق.
قال ابن إسحاق: وقال أبو بكر بن الأسْوَد بن شُعوب الليثى، وهو شداد بن الأسود:
تحَيّي بالسلامةِ أمَّ بَكْر                    وهل لي بعد قومي مِن سلامِ
فماذا بالقَليبِ قليبِ بدرٍ                   من القَيْناتِ والشَّرْبِ الكرامِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الخطي: الرماح. الخذم، وقد تنطق بالجيم: قطع اللحم.
2 بطن بيشة: مكان تنسب إليه الأسود. الغلل: الماء الجاري في أصول الشجر، والأجم بضم الميم وفتحها وقد تسكن، مفردها أجمة: الشجر الكثير الملتف.
3 القماقمة: السادة الكرام، والبهم: الشجعان.
4 الجفر المحيل: للبئر القديمة.
5 غير فيل: أي غير فاسد الرأي.
6 درج المسيل: موطن الذل والغلبة.
7 العقد: العزم.
ص -275-                                    وماذا بالقليب قليبِ بدرٍ            من الشِّيزَى تُكلَّل بالسنام1
وكم لكِ بالطًّويِّ طَويِّ بدرٍ                     من الحَوْماتِ والنَّعَمِ المسام2
وكم لك بالطَّوِيِّ طَوِيِّ بدرٍ                     من الغاياتِ والدُّسُعِ العظامِ3
وأصحابِ الكريمِ أبي علي                     أخي الكاسِ الكريمةِ والنِّدامِ
وإنك لو رأيتَ أبا عقيلٍ                          وأصحاب الثَّنيةِ من نَعامِ4
إذا لظللت من وَجدٍ عليهم                    كأمِّ السَّقْب جائلةِ المَرامِ5
يُخبرنا الرسولُ لسَوْفَ نحيا                   وكيفَ لقاءُ أصداءٍ وَهَامِ6
قال ابن هشام: أنشدني أبو عُبيدة النحوي:
يخبِّرنا الرسولُ بأنْ سَنَحْيا                          وكيف حياةُ أصداءٍ وهامِ
قال: وكان قد أسلم ثم ارتد.
وقال ابن إسحاق: وقال أمية بن أبي الصَّلْت، يرثي من أصيب من قُريش يوم بدر:
ألا بَكِيتِ على الكرا                         مِ بني الكرامِ أولى الممادِحْ
كبكا الحمامِ على فرو                      عِ الأيْكِ فى الغُصنِ الجوانحْ
يبكين حَرَّى مُستكي                      ناتٍ يَرُحْنَ مع الروائحْ
أمثالهنَّ الباكيا                               تِ المعولاتِ من النوائحْ
من يَبْكِهمْ يَبْكِ على                       حُزْنٍ ويَصدُق كل مادحْ
ماذا ببدرِ فالعَقَن                            قَلِ من مَرازبةٍ جَحاجِحْ7

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الشيزي: جفان تصنع من خشب الأبنوس.
2 الطويّ: البئر المطوية بالحجارة، والحومات: القطيع من الإبل. والمسام: المرسل في المرعى.
3 الدسع: العطايا.
4 النعام: موضع.
5 السقب: ولد الناقة وقت وضعه.
6 الأصداء: جمع صدى وهو ما يتبقى من الميت في قبره. والهام: جمع هامة: وهى طائر تزعم العرب أنه يخرج من رأس القتيل يصيح اسقوني حتى يؤخذ بثأره فيسكت.
7 العقنقل: المنعقد من كثبان الرمل. والمرازبة: الرؤساء. كلمة أعجمية. والجحاجح: السادة.
ص -276-                                 فمدافع البرْقَين فالحنان  من طَرَفِ الأوَاشِحْ1
شُمْطٍ وشبانٍ بَهَا                             ليلٍ مَغاويرِ وحَاوِحْ2
ألا تَرَوْنَ لِمَا أرَى                               وقدْ أبانَ لكلِّ لامحْ
أن قد تغيَّر بطنُ مكـ                          ـةَ فَهْيَ مُوحشةُ الأباطحْ
من كل بِطريقٍ لبِطري                       ق نَقي اللونِ واضحْ3
دُعموصُ أبواب الملو                         كِ وجائب لِلخِرقِ فاتح4
من السَّراطمةِ الخَلا                          جِمة المَلاوثةِ المَناجِحْ5
القائلين الفاعلين الآ                         مرينَ بكلِّ صالحْ
المُطعمين الشحمَ فو                        قَ الخبزِ شَحْمًا كالأنافِحْ6
نُقلُ الجفانِ مع الجفا                        نِ إلى جفانٍ كالمناضِحْ7
ليست بأصفار لمن                           يَعْفو ولا رَح رَحارِحْ8
للضيفِ ثم الضيفِ بعدَ                       الضيفِ والبُسُط السَّلاطِحْ9
وُهُبُ المئينَ من المئي                     نَ إلى المئينَ من اللواقِحْ10
سَوْق المؤَبَّلِ للمُؤبَّ                         لِ صادراتٍ عن بَلادِحْ11

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مدافع: حيث يندفع السيل. البرقين: مكان. والحنان: كثيب الرمل، والأواشح: مكان.
2 الوحاوح: جمع وحوح: المنكمش الحديد النفس.
3 البطريق: رئيس الأساقفة عند النصارى وهو أيضًا: القائد من قواد الروم وهو العالم عند اليهود.
4 الدعموص: في الأصل دويبة صغيرة تغوص في الماء، استعارها لمن يكثر الدخول على الملوك. والجائب: القاطع. والخلاجمة: الطوال. والملاوث: السادة.
5 السراطمة: واسعو الخلق. والخلاجمة: الطوال. والملاوث: السادة.
6 الأنافح: جمع أنفحة وهو شيء يخرج من بطن البهائم المجترة لونه أصفر فشبه به الشحم.
7 المناضح: الحياض.
8 الأصفار: الآنية، ويعفو: يطلب المعروف، ورح رحارح: أي واسعة من غير عمق.
9 السلاطح: الطوال العرائض.
10 اللواقح الحوامل.
11 المؤبل: الإبل الكثيرة وبلادح: موضع.
ص -277-                                لكرامِهم فوقَ الكرا          مِ مَزيَّة وَزْنَ الرواجحْ
كتثاقُلِ الأرطال بالقِس                      طاسِ في الأيدِي الموائح1
خَذَلتهمُ فئةَ وهم                            يَحمون عوراتِ الفضائحْ
الضاربين التَّقدميـ                            ـة بالمهنَّدةِ الصفائحْ2
ولقد عناني صوتُهم                         من بين مُسْتَسْقٍ وصائحْ
للّه دَرّ بني عَلي                             أيم منهم ونَاكحْ
إن لم يُغيروا غارةً                            شَعْواءَ تُجْحِر كلَّ نابحْ3
بالمُقْرَبات، المُبعَدا                          تِ، الطامحاتِ من الطوَامحْ4
مُرْدًا على جُرْدٍ إلى                          أسْدٍ مُكالِبةٍ كوالحْ
ويُلاقِ قِرْنٌ قِرنَه                               مَشْيَ المصافِحِ للمصافحْ
بزُهاءِ ألفٍ ثم ألـ                              ـفٍ بَيْن ذي بَدَنٍ ورامحْ
قال ابن هشام: تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر بيته:
ويُلاق قِرنٌ قِرْنه                     مَشْسي المصافحِ للمصافحْ
وأنشدني أيضًا:
وُهُبُ المئين من المئينَ                          إلى المئين من اللواقحْ
سَوْق المؤبل للمؤبل                               صادرات عن بلادح
قال ابن إسحاق: وقال أمية بن أبي الصلت، يبكي زَمعَة بن الأسود، وقَتْلى بني أسد:
عينُ بَكِّي بالمسجلاتِ أبا الـ                     ـحارثِ لا تَذْخَرِي عَلَى زَمَعهْ5
وابكي عقيلَ بنَ أسْود أسدَ الـ                  ـبأسِ ليومِ الهياجِ والدَّفْعَهْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الموائح: المتمايله لثقل ما ترفعه.
2 التقدمية: المتقدمين في أول الجيش، والصفائح: العرائض.
3 تجحر: تُلجئ إلى جحر.
4 المقربات: الكريمة التي تكون قرب البيوت اهتمامًا بها، والمبعدات: التي تبعد في جريها، والطامحات: التي ترفع رءوسها.
5 تذخري: تدخري.
ص -278-                                    تلك بنو أسَدٍ إخوة الجوْ            زاءِ لا خانَة ولا خَدَعَهْ
هُمُ الأسرةُ الوسيطة من كع                  ببٍ وهم ذِرْوةُ السَّنامِ والقَمَعه1
أنبتوا من معاشر شَعَرَ الر                      أسِ وهُم ألحقوهم المنَعَهْ
أمسى بنو عمِّهم إذا حضر ال                 بأسُ أكبادُهم عليهمُ وَجِعَهْ
وهم المطعِمون إذا قَحطَ القَط                 ْرُ وحالت فلا ترى قَزَعَهْ2
قال ابن هشام: هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة؛ ليست بصحيحة البناء، لكن أنشدني أبو مُحْرز خلف الأحمر وغيره، وروى بعض ما لم يروِ بعض:
عَيْنُ بَكي بالمسبلاتِ أبا الحا                     رثِ لا تَذْخَري على زَمَعَهْ
وعقيلَ بنَ أسْوَدٍ أسدَ البأ                           سِ ليومِ الهِياجِ والدَّفَعَهْ
فعلَى مثلِ هُلْكِهم خَوَتِ الجوْ                      زاءُ، لا خانةٌ ولا خَدَعَهْ
وهمُ الأسرةُ الوسيطةُ من كَع                      بٍ، وفيهم كَذِرْوةِ القَمَعَهْ
أنْبتُوا من معاشر شعرَ الرأ                          سِ، وهم ألحقوهم المنَعَهْ
فبنو عمِّهم إذا حضر البأ                             سُ عليهم أكبادُهم وجِعَهْ
وهم المُطعمُونَ إذا قحط القطْ                      رُ وحالت فلا ترى قَزَعَهْ
قال ابن إسحاق: وقال أبو أسامة، معاويةُ بن زُهَير بن قَيْس بن الحارث بن سعد بن ضُبَيْعة بن مازن بن عَدي بن جُشَم بن معاوية حليف بني مخزوم، قال ابن هشام: وكان مشركًا وكان مَرَّ بهُبَيْرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر، وقد أعيا هُبَيْرة، فقام فألقى عنه درعَه وحمله فمضى به، قال ابن هشام: وهذه أصح أشعار أهل بدر:
ولما أن رأيتُ القومَ خَفُّوا                             وقد زالت نعامتُهم لنَفْر3
وإن تُركَتْ سراةُ القومِ صَرْعَى                       كأن خيارَهم أذْباحُ عِتْرِ4
وكانت جُمَّة وافت حِمامًا                              ولُقِّينا المنايا يومَ بدرِ5
صُدُّ عن الطريقِ وأدركونا                              كأن زُهاءَهم غَطَيَانُ بَحْرِ6

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الوسيطة: الشريفة. والقمعة: السنام.
2 القزعة: القطعة من السحاب المتفرق.
3 زالت، ورويت شالت نعامتهم كناية عن الهلاك فالنعامة باطن القدم ومن مات شالت رجله فظهرت باطنها.
4 العتر: الصنم الذي يذبح له.
5 الجمة: الجماعة.
6 الغطيان: الفيضان.
ص -279-                                     وقال القائلون: مَن ابنُ قيس؟   فقلت: أبو أسامة، غير فَخْرِ
أنا الجُشَمِيُّ كيما تَعرفوني                    أبَيِّنُ نسبتي نقرًا بنقْر1
فإن تك في الغَلاصمِ من قريش                فإني من معاويَةَ بنِ بكرِ2
فأبلغْ مالكًا لما غُشينا                          وعندك مالِ –إن نبأتَ– خُبري3
وأبلغْ إن بلغتَ المرءَ عنا                         هُبَيْرة، وهْوَ ذو عِلمٍ وقَدْرِ
بأني إذ دُعيت إلى أفَيْدٍ                         كَرَرْتُ ولم يَضِقْ بالكرِّ صدري4
عشيةَ لا يَكَرُّ على مُضافٍ                      ولا ذي نَعمةٍ منهم وصِهْر5
فدونكمُ بني لَأيٍ أخاكم                         ودونَكِ مالكًا يا أمَّ عمرِو6
فلولا مَشْهدي قامت عليه                      مُوَفَّقَةُ القوائمِ أمُّ أجْري7
دَفُوعٌ للقبورِ بمنكبَيْها                            كأن بوجهِهَا تحميمُ قِدْرِ8
فأقسمُ بالذي قد كان ربي                     وأنصَابٍ لدَى الجمراتِ مُغْرِ9
لسوف ترَوْن ما حَسبي إذا ما                 تبدَّلت الجلودُ جلودَ نمرِ
فما إنْ خادر من أسْدِ تَرْج                       مُدِل عَنْبَس فى الغيلِ مُجْرِي10
فقد أحمي الأباءةَ من كُلافٍ                    فما يدنو له أحد بنقرِ11

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النقر: الطعن فى النسب، أي إن عبتم نسبي جاوبتكم بمثله.
2 الغلاصم: الأعالي.
3 مال: أصله مالك فرخمه بحذف آخره.
4 أفيد: تصغير وفد اسم للجمع، مثل ركب، ولذلك جاز تصغيره.
5 المضاف: الخائف.
6 بني لأي: جاء به مكبرًا على أصله ويريد به بني لؤي.
7 الموفقة: السبع. والأجر، جمع جرو: وهو ولدها.
8 التحميم: التلطخ بالسواد.
9 الأنصاب: ما يذبحون عنده من الأحجار. ومغر: حمراء.
10 الخادر: الأسد في خدره، والخدر أجمة الأسد. وترج، جبل بالحجاز. والعنبس: العابس الوجه. والغيل: الشجر الملتف. المجرى: ذو جراء، أي ذو أشبال.
11 الأباءة: أجمة الأسد. والكلاف: إما أن تكون اسمًا لمكان أو لعله أراد أنه من شدة كلفه بذلك.
ص -280-                                     بِخَل تَعجزُ الحُلَفاءُ عنه يواثبُ كلَّ هَجْهَجَةٍ وزَجْرِ1
بأوشَكَ سَوْرَةً مني إذا ما                      حَبَوْتُ له بقَرْقَرَةٍ وهَدْرِ2
ببيضٍ كالأسنَّةِ مُرْهَفَاتٍ                        كأن ظُباتِهنَّ جَحيمُ جَمْرِ3
وأكلَفَ مُجنإٍ من جلدِ ثَوْر                       وصفراء البُراية ذاتَ أزْرِ4
وأبيضَ كالغديرِ ثَوَى عليه                       عُمَيْر بالمداوسِ نصفَ شَهْرِ5
أرَفِّلُ في حمائلهِ وأمشِي                      كمِشْيةِ خادرٍ ليثٍ سِبَطْرِ6
يقول ليَ الفتى سَعدٌ هَدِيّا                    فقلتُ: لعله تقريبُ غَدْر7
وقلت أبا عَدِيّ لا تَطُرْهم                        وذلك اٍن أطعْتَ اليومَ أمري8
كدأبِهمُ بفروةَ إذ أتاهمْ                          فظلَّ يُقادُ مكتوفًا بضفرِ9
قال ابن هشام: وأنشدني أبو مُحْرز خلف الأحمر:
نَصُدُّ عن الطريق وأدركونا                            كأن سِراعَهم تيارُ بحرِ
وقوله: مدلّ عنبس في الغيلِ مُجْري، عن غير ابن إسحاق.
قال ابن إسحاق: وقال أبو أسامة أيضًا:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الخل: الطريق وسط الرمل. والحلفاء: الأصدقاء المتحالفون. والهجهجة: زجر الأسد بأن تقول له: هج هج.
2 السورة: الحدة. والقرقرة والهدر: من أصوات فحول الإبل.
3 الظباة: جمع ظبة، حد السهم.
4 الأكلف: الترس أسود الظاهر. والمجنأ: المنحني. وصفراء: القوس. والبرايا ما يتطاير منها حين تصنع.
5 الأبيض: السيف. وعمير: اسم رجل يصقل السيوف. والمداوس: الآلات التي تصقل بها السيوف.
6 أرفل: أطول. والسبطر: الطويل.
7 الهدي: ما يهدى إلى البيت، ونصبه على إضمار فعل من لفظه.
8 لا تطرهم: لا تقربهم.
9 الدأب: العادة. والضفر: الحبل المفتول.
ص -281-                                        ألا من مُبلغٍ عني رسولا      مُغَلْغَلةً يُثَبتُها لطيفُ1
ألم تعلمْ مَرَدي يومَ بدر                            وقد بَرَقَتْ بجنْبيْكَ الكُفوفُ2
وقد تُركت سَراةُ القومِ صَرْعَى                    كأن رءوسهم حَدَجٌ نَقيفُ3
وقد مالت عليك ببطْنِ بدر                         خلافَ القومِ داهيةٌ خَصيف4
فنجَّاه من الغَمراتِ عَزْمي                         وعونُ الله والأمرُ الحَصيفُ
ومُنقلَبي من الأبواءِ وحْدي                        ودونك جَمعُ أعداءٍ وُقوفُ5
وأنتَ لمَنْ أرادكَ مُستكينٌ                         بجنبِ كُراشَ مَكلومٌ نَزِيفُ6
وكنت إذا دعاني يومَ كربٍ                         من الأصحابِ داعٍ مُستضيفُ7
فأسمعني ولو أحببت نفسي                    أخٌ فى مثلِ ذلك أو حليفُ
أرُدُّ فأكشِفُ الغُمَّى وأرْمِي                         إذا كَلَحَ المَشافرُ والأنوفُ8
وقِرنٍ قد تركتُ على يديه                          ينوءُ كأنه غُصْن قَصيفُ
دلفْتُ له إذا اختلطوا بحَرَّى                        مُسَحْسَحةٍ لعانِدِها حَفيفُ9
فذلك كان صُنعي يومَ بدرٍ                          وقبلُ أخو مُداراةٍ عَزوفُ10
أخوكم فى السنين كما عَلمتم                  وحَربٍ لا يزالُ لها صَريفُ11
ومِقدام لكم لا يَزْدهيني                           جَنانُ الليلِ والأنَسُ اللفيفُ12

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المغلغلة: الرسالة. واللطيف: الحازم في أموره.
2 برقت: لمعت.
3 الحدج النقيف: الحنظل المكسور لأخذ الحب منه.
4 الخصيف المتراكم.
5 الأبواء: مكان بين مكة والمدينة وبه قبر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.
6 كراش: اسم جبل، والمكلوم: الجريح.
7 المستضيف: الواقع في الضيق.
8 المشافر: شفاه الإبل، واستعارها هنا للآدمي.
9 حرى: موجعة: صفة لموصوف محذوف أي طعنة موجعة. المسحسحة: كثيرة سيلان الدم. والمعاند: العرق الذي لا ينقطع دمه. والحفيف: الصوت.
10 المداراة: مصانعة الناس. والعزوف: المترفع عن الدنايا.
11 السنين: سنين القحط المجدبة. والصريف: الصوت.
12 جنان الليل: ظلمته. الأنس اللفيف: الجماعة الكثيرة.
ص -282-                                    أخوض الصَّرَّةَ الجمَّاءَ خَوْضاَ        إذا ما الكلْبُ ألجأه الشَّفيفُ1
قال ابن هشام: تركت قصيدة لأبي أسامة على اللام، ليس فيها ذكر بدر إلا في أول بيت منها والثاني، كراهة الإكثار.
قال ابن إسحاق: وقالت هند بنت عُتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر:
أعينَي جوادا بدمعٍ سَرِبْ                     على خيرِ خِنْدِفَ لم ينقلبْ
تداعى له رهطُهُ غُدوةً                        بنو هاشمٍ وبنو المطلبْ
يُذيقونه حَدَّ أسيافِهم                         يَعُلُّونَه بعد ما قد عَطِبْ
يَجرونه وعفيرُ التراب                           على وجههِ عاريًا قد سُلبْ
وكان لنا جَبلًا راسيًا                           جميلَ المرآة كثيرَ العُشُبْ2
وأمَّا بُرَيُ فلم أعْنِه                             فأوتِي من خير ما يَحتَسب3
وقالت هند أيضًا:
يريبُ علينا دهرُنا فيسوءنا                    ويأبَى فما تأتي بشيءٍ يغالبُهْ
أبعدَ قتيلٍ من لؤيِّ بنِ غالبٍ                  يُراع أمرؤ إن مات أو مات صاحبُهْ
ألا رُبَّ يوم قد رُزئت مُرَزَّءًا                      تروح وتغدو بالجزيلِ مواهبُهْ
فأبلغْ أبا سًفيانَ عني مَالكًا                  فإن ألْقَهْ يومًا فسوف أعاتبهْ4
فقد كان حرب يُسعِرُ الحربَ إنه              لكلِّ امرىء في الناسِ مولًى يطالبُهْ5
قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند.
قال ابن إسحاق: وقالت هند أيضًا:
للّهِ عَيْنا مَنْ رَأى                                 هُلْكا كَهُلْكِ رِجَالِيَهْ
يا رُبَّ باكٍ لي غدا                                فى النائباتِ وباكيهْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الصرة: شدة البرد. الجماء: الشديدة. والشفيف: الريح الشديدة.
2 المرآة: أرادت مرآة العين، فنقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فحذفت الهمزة.
3 بري: مصغر البراء وهو اسم رجل.
4 المالك: الرسالة الشفوية.
5 حرب: والد أبي سفيان.
ص -283-                                        كما غادروا يومَ القليب         غداةَ تلك الوَاعيهْ1
من كلِّ غيثفى السنيـ                             ـن إذا الكواكبُ خاويهْ
قد كنتُ أحذَرُ ما أرى                                فاليوم حَقَّ حَذارية
قد كنت أحْذَرُ ما أرى                                فأنا الغَداةَ مُوامِيَهْ2
يا رُبَّ قائلةٍ غدًا                                      يا ويح أمِّ مُعاويهْ
قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند.
قال ابن إسحاق: وقالت هند أيضًا:
يا عينُ بكِّي عُتُبه                                  شيخًا شديد الرَّقبه
يُطعم يوم المسغبه                                يدفع يوم المغلَبه
إني عليه حَرِبَهْ                                     ملهوفة مُسْتَلبه3
لنهبطنَّ يثربَهْ                                        بغارةٍ مُنْثعبهْ4
فيها الخيولُ مُقْرَبه                                 كلُّ جوادٍ سَلْهَبَهْ5
وقالت صفية بنتُ مسافر بن أبي عَمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم بدر من قريش وتذكر مصابَهم:
يا مَن لعين قَذَاها عائرُ الرمدِ                       حَدَّ النهارِ وقَرْنُ الشمسِ لم يَقِدِ6
أخبرت أن سَراةَ الأكرمين معًا                      قد أحرَزتْهم مناياهُم إلى أمَدِ
وفَرَّ بالقومِ أصحابُ الركابِ ولم                     تَعطِفْ غَداتئِذٍ أم على ولدِ
قُومي صَفِيَّ ولا تنسى قرابتَهم                  وإن بكيتِ فما تبكين من بُعُدِ
كانوا سقُوبَ سماء البيت فانقصفتْ             فأصبح السَّمْك منها غيرَ ذي عَمَدِ7
قال ابن هشام: أنشدني بيتها: "كانوا سقوب" بعض أهل العلم بالشعر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الواعية: الصراخ.
2 موامية: أصلها مؤامية وهي الذليلة.
3 الحربة: الحزينة.
4 المنثعبة: سريعة السيلان.
5 السهلية: الفرس الطويلة.
6 القذا: ما يقع في العين من الأذى. والعائر: وجع في العين. وحد النهار: الفاصل الذي بينه وبين الليل. وقرن الشمس: أعلاها. ولم يقد: لم يتم نوره.
7 السقوب: عمد الخباء.
ص -284-      قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت مسافر أيضًا:
ألا يا مَنْ لعينٍ                                   للتبكي دمعُها فانِ
كغَربي دالجِ يَسْقِي                            خِلالَ الغَيِّثِ الدانِ1
وما ليثُ غريفٍ ذو                               أظافير وأسنانِ2
أبو شِبْلَيْنِ وَثَّابٌ                                 شديدُ البطشِ غَرْثانِ3
كحِبِّي إذ تولَّى                                  ووجوهُ القوم ألوانُ
وبالكفِّ حسام صا                              رمٌ أبيضُ ذُكران4
وأنت الطَّاعنُ النجلا                            ءَ منها مُزبذ آن5
قال ابن هشام: ويروون قولها: "وما ليث غريف" إلى آخرها، مفصولًا من البيتين اللذين قبله.
قال ابن إسحاق: وقالت هند بنت أثاثة بن عَبَّاد بن المطلب ترثي عُبيدة بن الحارث بن المطلب:
لقد ضمِّن الصفراءُ مجدًا وسؤدَدًا               وحِلمًا أصيلًا وافرَ اللُّبِّ والعقْلِ6
عبيدةَ فابكيه لأضيافِ غُربةٍ                     وأرملةٍ تهوِي لأشْعثَ كالجَذْلِ7
وبكِّيه للأقوامِ فى كلِّ شَتوةٍ                    إذا احمرَّ آفاقُ السماءِ من المَحْلِ
وبكِّيه للأيتامِ والريحُ زَفْرَة                        وتشْبيب قِدرٍ طالما أزْبدت تَغْلى8
فإن تُصبح النيرانُ قد مات ضَوْؤها              فقد كان يُذْكِيهنَّ بالحطَبِ الجَزْلِ
لطارقِ ليلٍ أو لملتمسِ القِرَى                  ومُسْتنبحٍ أضْحَى لديه على رِسْلِ9
قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الغرب: الدلو العظيمة. الدالج: السائر بالدلو بين البئر والشجر.
2 الغريف: أجمة الأسد.
3 الغرثان: الجوعان.
4 الذكران: أجود الحديد وأيبسه.
5 المزبد: الذي له زبد وهو الرغوة. وآن: حام.
6 الصفراء: موضع بين مكة والمدينة.
7 الأشعث: المتغير. والجذل: أصل الشجرة.
8 الريح الزفرة: الشديدة. والتشبيب: إيقاد النار تحت القدر. وأزبدت: رمت بالزبد وهو الرغوة.
9 المستنبح: الضال بالليل فينبح مثل الكلاب فتجاوبه كلاب الحي فيهتدي إليه. والرسل: هنا الرخاء.

ص -285-      قال ابن إسحاق: وقالت قُتَيلة بن الحارث، أخت النضر بن الحارث1، تبكيه:
يا راكبًا إن الأثيْل مظنة                          من صُبحِ خامسةٍ وأنت مُوَفَّقُ
أبلغْ بها مَيْتًا بأن تحيةً                          ما إن تزالُ بها النجائبُ تَخْفقُ
مني إليك وعَبرةً مسفوحةً                    جادت بواكفِها وأخرى تخنُقُ2
هل يسمعنِّي النضرُ إن ناديتُهُ                أم كيف يسمع مَيِّتٌ لا ينطقُ
أمحمد يا خيرَ ضنْءِ كريمةٍ                      فى قومِها والفحلُ فحلٌ مُعْرقُ3
ما كان ضَرَّك لو مَنَنْت وربما                    مَنَّ الفتى وهو المَغيظُ المحْنَقُ
أو كنت قابلَ فديةٍ فليُنفقنَّ                     بأعز ما يغلو به ما يُنفَقُ
فالنضرُ أقربُ من أسَرْتَ قرابةً                  وأحقُّهم إن كان عِتْقٌ يُعتَقُ
ظلتْ سيوفُ بني أبيه تَنُوشُهُ                للّه أرحامٌ هناك تُشققُ
صَبرًا يُقاد إلى المنية مُتْعَبًا                    رَسْف المقيَّد وهُو عانٍ مُوثَقُ
قال ابن هشام: فيقال، والله أعلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر، قال: "لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه".
قال ابن إسحاق: وكان فراغُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عَقِب شهر رمضان أو في شوال.
بحمد الله وحسن توفيقه تم الجزء الثاني من سيرة ابن هشام ويليه الجزء الثالث إن شاء الله نرجو من الله أن يعين على تمامه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الصحيح: أنها بنت النضر لا أخته.
2 الواكف: السائل.
3 الضن: الأصل. والمعرق: الكريم.

ص -286-      فهرست الجزء الثاني من سيرة ابن هشام:
ص الموضوع
3 خبر الصحيفة ائتمار قريش بالرسول عليه السلام تهكم أبي لهب بالرسول وما نزل فيه من القرآن
4 شعر أبي طالب في تظاهر قريش أبو جهل يحكم الحصار على المسلمين
5 ذكر ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه من الأذى
ما نزل من القرآن في أبي لهب وامرأته
6 أم جميل امرأة أبي لهب إيذاء أمية بن خلف للرسول
7 إيذاء العاص للرسول
إيذاء أبي جهل للرسول
إيذاء النضر للرسول
8 ابن الزبعرى وما قيل فيه
9 الأخنس وما أنزل فيه الوليد وما أنزل فيه أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط وما أنزل فيهما
10 سورة "الكافرون" وسبب نزولها أبو جهل وما نزل فيه
11 تفسير لفظ المهل
ابن أم مكتوم والوليد وسورة عبس
12 العائدون من أرض الحبشة
14 عثمان بن مظعون يرد جوار الوليد
15 أبو سلمة في جوار أبي طالب
16 دخول أبي بكر في جوار بن الدغنة ورده عليه
17 حديث نقض الصحيفة
22 إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي
23 إسلام والد الطفيل وزوجه
25 قصة أعشى بني قيس بن ثعلبة
26 نهاية الأعشى
27 أبو جهل والإراشي
27 ركانة المصلي ومصارعته للنبي صلى الله عليه وسلم قدوم وفد النصارى من الحبشة
30 سبب نزول سورة الكوثر
معنى الكوثر
31 نزول "وقالوا لولا نزل عليه ملك" نزول "ولقد استهزئ برسل من قبلك"
32 ذكر الإسراء والمعراج رواية ابن مسعود عن الإسراء رواية الحسن
33 رواية قتادة

ص -287-      ص الموضوع
33 عودة إلى رواية الحسن
34 رواية عائشة، رواية معاوية، الإسراء رؤيا
35 وصف إبراهيم وموسى وعيسى علي يصف الرسول صلى الله عليه وسلم
36 رواية أم هانئ عن الإسراء قصة المعراج
40 المستهزئون بالرسول وكفاية الله أمرهم
41 قصة أبي أزيهر الدوسي
44 دوس تحاول الثأر لأبي أزيهر
45 أم غيلان وأم جميل، وفاة أبي طالب وخديجة وما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم بعدهما
46 المشركون يطلبون عهد بينهم وبين الرسول قبل موت أبي طالب
47 رجاء الرسول إسلام أبي طالب وما نزل فيمن طلبوا العهد على الرسول عند أبي طالب، سعى الرسول إلى الطائف وموقف ثقيف منه
49 وفد جن نصيبين
50 عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل عرض نفسه في المواسم
53 إسلام إياس بن معاذ وقصة أبي الحيسر
54 إسلام الأنصار
55 أسماء من التقوا به صلى الله عليه وسلم من الخزرج
56 بيعة العقبة الأولى
57 نص البيعة
58 إرسال مصعب بن عمير مع وفد العقبة أول جمعة أقيمت بالمدينة إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير
61 أمر العقبة الثاني البراء بن معرور يصلي إلى الكعبة
63 إسلام عبد الله بن حرام، لامرأتان في البيعة، العباس يستوثق من الأنصار، عهد الرسول على الأنصار
65 أسماء النقباء الاثنى عشر، نقباء الخزرج، نقباء الأوس، شعر كعب بن مالك في النقباء
66 ما قاله العباس بن عبادة للخزرج
67 أول من ضرب على يد الرسول في بيعة العقبة الثانية، الشيطان يصرخ بعد بيعة العقبة الأنصار تستعجل الحرب
67 قريس تجادل الأنصار، قريس تأسر سعد بن عبادة، خلاص سعد
70 قصة صنم عمرو بن الجموح
71 إسلام عمرو وما قاله من الشعر

ص -288-      72 شروط البيعة في العقبة الأخيرة، أسماء من شهد العقبة الأخيرة
79 نزول الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال
80 الإذن لمسلمي مكة بالهجرة إلى المدينة ذكر المهاجرين إلى المدينة
85 هجرة عمرو قصة عياش وهشام معه
86 أمر الوليدين الوليد مع عياش وهشام منازل المهاجرين بالمدينة
89 هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قريش تتشاور في أمره
91 استخلافه لعلي
92 ما نزر في تربص المشركين بالنبي وأبو بكر يطمع في المصاحبة، حديث الهجرة إلى المدينة
93 في الغار
94 من قام بشأن الرسول في الغار سبب تسمية أسماء بذات النطاق راحلة الرسول
95 أبو جهل يضرب أسماء الجني الذي تغنى بمقدمه صلى الله عليه وسلم نسب أم معبد
96 موقف آل أبي بكر بعد الهجرة سراقة بن مالك
97 طريق الهجرة
97 قدومه صلى الله عليه وسلم قباء
100 مسجد قباء، خروج الرسول من قباء وذهابه إلى المدينة، واعتراض القبائل له لينزل عندها
101 مبرك الناقة
102 مسجد المدينة
عمار والفئة الباغية
103 الرسول ينزل في بيت أبي أيوب
104 أبو سفيان وبنو جحش
105 خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
106 الرسول يوادع اليهود
108 المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
110 أبو أمامة
111 خبر الأذان
112 ما كان يدعو به بلال قبل الفجر، أبو قيس بن أبي أنس
115 عداوة اليهود
118 إسلام عبد الله بن سلام
119 حديث صفية، المنافقون بالمدينة
125 المنافقون من أحبار اليهود، طرد المنافقين من المسجد
127 ما نزل في اليهود والمنافقين
137 سؤال اليهود الرسول وإجابته اليهود ينكرون نبوة سليمان ورد الله عليهم
137 كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر

ص -289-      129 ما نزل في أبي ياسر وأخيه
140 كفر اليهود بالإسلام وما نزل في ذلك
141 تنازع اليهود والنصارى عنده صلى الله عليه وسلم
142 ما قالته اليهود عند صرف القبلة إلى الكعبة
143 كتمانهم ما في التوراة، جوابهم حينما دعوا إلى الإسلام جمعهم في سوق بني قينقاع
144 دخلوه صلى الله عليه وسلم بين المدراس، تنازع اليهود والنصارى في إبراهيم عليه السلام، ما نزل في إيمانهم غدوة وكفرهم عشيا
145 ما نزل في قول أبي رافع أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى
146 ما نزل في أخذ الميثاق عليهم سعيهم في الوقعية بين الأنصار يوم بعاث
147 ما نزل في قولهم: ما اتبع محمد إلا شرارنا
148 ما نزل في نهي المسلمين عن مباطنة اليهود، دخول أبي بكر بيت المدارس
149 أمر اليهود المؤمنين بالبخل
150 اليهود يجحدون الحق
151 من حزبوا الأحزاب، إنكار اليهود التنزيل
151 اتفاقهم على طرح الصخرة عليه صلى الله عليه وسلم
152 ادعاؤهم أنهم أحباء الله، إنكارهم نزول كتاب بعد موسى رجوعهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حكم الرجم
154 ظلمهم في الدية، رغبتهم في فتنة الرسول
155 إنكارهم نبوة عيسى عليه السلام ادعاؤهم أنهم على حق، إشراكهم بالله، نهى المؤمنين عن موادتهم
156 سؤالهم عن قيام الساعة، ادعاؤهم أن عزيزا ابن الله
157 طلبهم كتابا من السماء، سؤالهم عن ذي القرنين، تهجمهم على ذات الله
158 ذكر نصارى نجران وما نزل فيهم معنى العاقب والسيد والأسقف
159 إسلام كوز بن علقمة
رؤساء نجران وإسلام ابن رئيس صلاتهم إلى جهة المشرق
160 أسماؤهم ومعتقداتهم ، ما نزل فيهم من القرآن
162 ما نزل فيما اتبعه اليهود والنصارى ما نزل في وعظ المرمنين وتحذيرهم ما نزل في خلق عيسى وخبر مريم وزكريا

ص -290-      163 كفالة جريج لمريم
164 رفع عيسى عليه السلام
165 إباء النصارى الملاعنة
166 أبو عبيدة يتولى أمرهم، أخبار عن المنافقين
169 ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعاء الرسول بنقل وباء المدينة إلى مهيعة
170 بدء قتال المشركين، تاريخ الهجرة، غزوة ودان وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام
171 سرية عبيدة بن الحارث وهي أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام
174 سرية حمزة إلى سيف البحر
176 غزوة بواط، غزوة العشيرة
178 سرية سعد بن أبي وقاص، غزوة سفوان "وهي غزوة بدر الأولى"، سرية عبد الله بن جحش ونزول "يسألونك عن الشهر الحرام"
181 صرف القبلة إلى الكعبة
182 غزوة بدر الكبرى، رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
184 قريش تتجهز للخروج، ما وقع بين قريش وكنانة
186 خروج الرسول صلى الله عليه وسلم، اللواء والرايتان، عدد إبل المسلمين إلى بدر
187 الطريق إلى بدر
188 استشارة الأنصار
190 نجاة أبي سفيان بالعير
191 قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر
193 الحنظلية ونسبها
194 مقتل الأسود بن عبد الأسد المخزومي
195 دعاء عتبة إلى المبارزة، التقاء الفريقين ضرب الرسول لابن غزية
196 الرسول يناشد ربه النصر، أول شهيد من المسلمين
198 مقتل أمية بن خلف
199 الملائكة تشهد وقعة بدر
200 مقتل أبي جهل
202 حديث عكاشة بن محصن
203 طرح المشركين في القلب
204 شعر حسان في ذلك
205 الفتية الذين نزل فيهم "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم"
206 في بدر، الرجوع إلى المدينة

ص -291-      208 مقتل النضر وعقبة
209 بلوغ مصاب قريش في رجالها إلى مكة
211 فداء سهيل بن عمرو
212 أسر عمرو بن أبي سفيان
213 قصة زينب بنت الرسول وزوجها أبي العاص
215 خروج زينب إلى المدينة
217 إسلام أبي العاص بن الربيع
220 إسلام عمير بن وهب وتحريض صفوان على قتل الرسول
223 المطعمون من قريش
224 نزول سورة الأنفال تصف أحداث بدر
232 من حضر بدرا من المسلمين
251 من استشهد من المسلمين يوم بدر من قتل ببدر من المشركين
257 ذكر أسرى قريش يوم بدر
259 ما قيل من الشعر يوم بدر
تمت الفهرسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Share to:

معجبين برنامج تحفيظ القران الكريم على الفايسبوك